وتعكس أنماط الاستخدام أشكالاً تعرف باسم "إدمان الإنترنت"، بحسب الاستطلاع الذي أعده باحثون من فيسبوك وفق وثائق داخلية من الشركة.
كما عبر الباحثون عن قلقهم من أن بعض المستخدمين يفتقرون إلى التحكم في الوقت الذي يقضونه باستخدام فيسبوك، ونتيجة لذلك يعانون من مشاكل في حياتهم.
غير أنهم أشاروا إلى أنهم لا يعتبرونه سلوكاً "إدمانياً إكلينيكياً" لأنه لا يؤثر على الدماغ بالطريقة ذاتها كتعاطي المخدرات مثلاً، لكنه سلوك قد يسبب المشاكل للبعض بسبب الإفراط بالاستخدام.
فقدان النوم وتدهور العلاقات
كذلك قد تؤدي بعض المشاكل التي قد يتسبب بها الإفراط في استخدام فيسبوك، إلى فقدان الإنتاجية، خاصة عندما يتوقف البعض عن إكمال المهام في حياتهم للتحقق بشكل متكرر من شبكات التواصل، أو حتى فقدان النوم عندما يظلون مستيقظين في وقت متأخر لاستمرارهم بتصفح التطبيق، أو حتى بتدهور العلاقات الشخصية باستبدال الوقت الذي يمكن أن يقضيه الشخص مع أشخاص حقيقيين ليصبح مع أشخاص عبر الإنترنت فقط.
وقدر الباحثون أن هذه المشكلات تؤثر على نحو 12.5% من مستخدمي شبكة فيسبوك الذي يقترب عددهم من 3 مليارات، ما يعني تأثر نحو 360 مليون مستخدم، نحو 10% منهم في الولايات المتحدة.
وتشير الوثائق التي كشفتها "وول ستريت جورنال" إلى أن فيسبوك تعرف أن نجاح أنظمتها ومنتجاتها قائم على تغيير روتين الشخص وبما قد يسبب أضراراً كبيرة لشريحة واسعة من المستخدمين.
اقتراح إصلاحات
يذكر أن الباحثين حاولوا تقديم توصيات للتركيز على "رفاهية المستخدم" حيث تم اقتراح مجموعة من الإصلاحات، والتي تم تنفيذ بعضها، وبناء مزايا اختيارية للتشجيع على تقليل وقت استخدام شبكات التواصل، وإعادة هندسة الإشعارات بطريقة مختلفة. غير أنه تم إلغاء القسم الذي يعمل به هؤلاء الباحثين في أواخر 2019.
وقالت المتحدثة باسم فيسبوك، داني ليفر، في بيان صحافي سابقاً، إن الشركة بدأت في الأشهر الأخيرة بصياغة تغييرات جديدة لمعالجة ما تسميه "الاستخدام الإشكالي" لضمان عدم التأثير على الصحة العقلية أو مخاوف أخرى تتعلق برفاهية المستخدم.
كما لفتت ليفر إلى أن بعض الناس يعانون من إجهاد من تقنيات أخرى مثل التلفاز أو الأجهزة الخلوية الذكية، ولهذا أضافت فيسبوك أدوات وضوابط لمساعدة الأشخاص على إدارة الوقت.