أولئك الذين يقرؤون Le360 بشكل منتظم يعرفون بالفعل خطنا التحريري، الذي هو خط واضح نتبناه عن قناعة. كما يحظى بموافقة فريق من حوالي 50 صحافيا وصحافيا مصورا يعملون طوال اليوم لتقديم أكبر قدر ممكن من الأخبار وإنتاج محتوى ذو معنى. يتم نشر أكثر من 80 خبرا ومقالا يوميا على منصاتنا الخمس، بأشكال مختلفة وفي الوقت المناسب. موقعنا غزير بالسبق الصحفي والتحليلات، ولذلك يمكننا أن نخطئ في بعض الأحيان. بطبيعة الحال نصحح أخطاءنا ونحاول العمل على عدم تكرار نفس الأخطاء. هذا ما يشكل مصداقيتنا مع قرائنا الكثر الذين لا نشكرهم بما فيه الكفاية.
إذا كان Le360، مثل وسائل الإعلام المشهورة، يمكنه أن يخطأ، فإنه لا يمكنه أن يتلقى أي دروس من أي شخص كان. خاصة إذا كان هذا الشخص معتقلا سابقا، الذي يقدم نفسه على أنه نموذج في الفضيلة الصحفية. هذا المدان والمدون المنفرد يعمل من قبو فيلا، ويمارس أبشع أنواع الصحافة. لا شك أنكم تعرفون من هو: إنه المدعو علي عمار، مدير تحرير موقع "ledesk.ma" الذي يعد الصحافي الدائم الوحيد فيه.
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان يعمد بانتظام إلى مهاجمة Le360. سواء كان الأمر يتعلق بجواز السفر المزور لإبراهيم غالي، أو تصويت البرلمان الأوروبي -على سبيل المثال لا الحصر هذه الأمثلة الحديثة- يعتمد "لوديسك" أحيانا على تفاصيل لا قيمة لها متواجدة في ثنايا المقال، من أجل تشويه المقال بأكمله.
في الآونة الأخيرة، يبدو أن Le360 أصبح المصدر الوحيد للإلهام والأخبار في زاوية "لوديسك" التي يطلق عليها زورا اسم "التخلص من الأخبار الزائفة". تتضح سوء نيته، بل استهدافه لنا بشكل مرضي، عندما يجعلنا مسؤولين عن محتويات قراءة الصحف التي نقدمها يوميا. يتجاهل عن عمد اسم المؤسسة الصحفية الأصلية التي أخذ منها Le360 الخبر ونشره في قراءة الصحف، كما أننا نشير بكل وضوح في منشوراتنا إلى أن الأمر يتعلق بقراءة في الصحف والتي نخصص لها زاوية تحت اسم «kiosque».
مدونة موجهة
إن انتقاد مقالات الزملاء في المهنة هو في متناول الجميع. بل إن الأمر سهل بعض الشيء، عندما يتعلق الأمر بـ"تحقيقات" لوديسك، والتي تشتم منها رائحة حروب العشائر، والتي يحتمل أن تكون بمقابل. لنأخذ على سبيل المثال هذا المقال، الذي نشر (في الساعة 2:23 صباحا) يوم 15 يونيو تحت عنوان "تنظيم الحفلات.. صفقة مشبوهة تحوم حول ملتقى السياحة العالمية الذي سينظم في مراكش". كنزة الفيلالي، وهو الاسم المستعار لعلي عمار، لا تذكر أن مقالتها مستوحاة إلى حد كبير من "تنبيه صحفي" مجهول تم تداوله على نطاق واسع في مجموعات واتساب. من الصعب تخيل أن مثل هذه الوثيقة لم تصل إلى لوديسك، لأنه تستمد منها مقاطع بأكملها كلمة بكلمة. "في أوقات الأزمات الإقلاع الاقتصادي المتأخر، هل يجرؤ عماد برقاد رئيس الشركة المغربية للهندسة السياحية، على منح عقد لمنافس يتجاوز عرضه ميزانيته؟"، هذا ما ورد، من بين أمور أخرى، في مقالة لوديسك المستوحاة من الوثيقة المجهولة. ومع ذلك، لا تشير أي منهما (الوثيقة والمقالة) إلى هذه القاعدة الأساسية في الصفقات العمومية، والتي بموجبها يمكن أن يتجاوز العرض المالي الميزانية التقديرية بنسبة 25 في المائة.
وعندما يذكر أسماء المتقدمين لهذه الصفقة، "هذه الوحوش الكبيرة لتنظيم الحفلات"، فإنه لا يذكر إلا أربعة فقط من أصل خمسة شاركوا في المنافسة. الاثنان اللذان تم اختيارهما لاقتراحاتهما التقنية لم يتم تحديدهما على أنهما اتحادان من قبل علي عمار الذي يسمح لنفسه حتى بالحكم عليهما كما يشاء. وهكذا تم وصف First Class Events بـ"الأرنب" وبأن له "سجل خفيف"، بينما كانت في اتحاد مع Publicis Event، وهي الوكالة الفرنسية المسؤولة عن منتدى دافوس لمدة عقدين من الزمن. بالنسبة إلى Capital Events، الذي قد يفوز بالصفقة مقابل 56.5 مليون درهم، لم يشر لوديسك أنه يترأس مجموعة مكونة من أربع شركات مغربية أخرى، وإنما كمزود خدمة "مشترك في صفقات وزراء كبار في التجمع الوطني للأحرار". لحسن الحظ لم يتم وصف صاحبها، عادل الأزرق، بأنه مجرد متعهد بسيط مدعوم، بينما وكالته معتادة على تنظيم كبريات الأحداث في حضور الملك.
لم يعمل علي عمار إلا على سرقة بشكل فج محتويات وثيقة مجهولة المصدر تتضمن إدانات متحيزة خاصة بمنح صفقة تنظيم الجمعية العامة الرابعة والعشرين لمنظمة السياحة العالمية. قام لوديسك بشكل خاص بسد أوجه القصور في الوثيقة مجهولة المصدر لإعطاء المقالة بعدا من الشك والإغراء على عدة جبهات: وزارة السياحة ومنظماتها والمشتركين في طلب العروض، ناهيك عن القراء الذين يمكن أن يخدعهم معنى الصيغة الموضوعة في خدمة تزييف الحقائق.
رائد في التزوير
بنى علي عمار سمعته السيئة حتى قبل أن يتحول إلى عالم الصحافة. لأنه في المرة الأولى التي ظهر فيها اسمه في إحدى الصحف، لم يكن كاتبا لمقال، بل كان شخصا متورطا في عملية احتيال بنكية هزت الأوساط المالية. في 20 ستنبر 1995، حكم عليه بالسجن لمدة عام مع أحد زملائه من وفا بنك، حيث كان يعمل في الدائرة الدولية. حاول المجرمان من ذوي الياقات البيضاء اختلاس مبلغ 100 مليون دولار من خلال وثائق مزورة، لكنهما حصلا على عفو ملكي بعد بضعة أشهر في الاعتقال.
إن هذه الخبرة في التزوير، سيستغلها علي عمار في مختلف أساليبه الصحفية. على سبيل المثال، يمكنه أخذ صورة لمصور في Le360 ويعدلها كما يشاء ويعزوها دون أن يرف له جفن إلى وكالة أنباء محلية.
© Copyright : DR
وفي مقال مخصص لقضية عقارية، سرق علي عمار صورة من موقعنا. تم التقاط الصورة الأصلية من قبل مصورنا عادل كدروز في رواق "أتولييه 21". تظهر هذه الصورة في عرض مجموعة من الصور للشخصيات التي أتت إلى معرض للفنان الرسام يامو.
© Copyright : DR
لم يسرق هذا المدافع عن أخلاقيات الصحافة صورة فوتوغرافية يمتلك Le360 حقوقها فحسب، بل عدلها ونسبها للوكالة الدولية للصحافة والاتصال على أمل محو جريمته. من الواضح أن الشاب المزور الذي عمل في وفا بنك احتفظ بموهبته سليمة على الرغم مم مرور 25 عاما.
علي عمار قادر أيضا على أخذ قصاصة لوكالة تتعلق بقضية إجهاض سرية، ويرفق المقال بصورة لطبيب يجري ولادة طبيعية.
مآثر لوديسك لا تنتهي عند هذا الحد. في خضم حملة المقاطعة لعام 2018، نشر لوديسك ربورتاجا تقريضيا عن منابع أولماس. هذه واحدة من المرات القليلة التي غادر فيها قبو الفيلا ليقوم بعمل استطلاع ميداني. لكن النتيجة كانت سيئة للغاية. لأن روبوتاجه أصبح معيارا في فن الخداع الصحفي بالنسبة للعديد من المؤثرين على تويتر.
علي عمار قادر عن الإعلان عن وفاة أشخاص على قيد الحياة، نقلا عن "مصدر مأذون". هذا ما فعله مع الجنرال بوشعيب عروب، قبل أن يتدارك الأمر في مناشدة يرثى لها لتبرير هذا الخطأ المهني غير المبرر.
علي عمار قادر أيضا على القيام بروبورتاجات عن المغرب انطلاقا من سلوفينيا حيث عاش بفضل المنح الأوروبية التي يبرع هذا السلاوي في طلبها. علاوة على ذلك، أدت الكوميديا الصحفية التي قدمها إلى طرده من موقع Slate Africa الذي تعاون معه لبعض الوقت.
حلقة ونكسة تكشف عن الوهج الدولي الزائف الذي يفتخر به أحد المؤسسين السابقين لـ"لو جورنال". سرعان ما تحولت شراكته مع موقع Mediapart الفرنسي عند إطلاق لوديسك إلى إدانة للممارسات "العمارية". فقد أوقفت Mediapart فجأة الشراكة مع مدونة علي عمار. وفضلا عن ذلك، فإن العديد من الصحافيين الذين عملوا معه كانوا حذرين من نفاقه ويشككون في نزاهته. كما يدل على تغريدات نشرها قبل سنوات علي لمرابط، رئيس التحرير السابق لـ"لو جورنال"...
مدونة الثراء
من شبه الظلام في قبو الفيلا حيث يتم "تدبيج" مقالات لوديسك، يزعم علي عمار، مسلحا بقلمه الحاد، أنه يمارس صحافة نموذجية. في حين أن الأمر لا يتعلق في الواقع إلا بمجرد مدونة خاصة. يضع المحركان المعياريان اللذان يقيسان جمهور الموقع، وهما أليكسا وسيملارويب، لوديسك في المرتبة 752 و514 على التوالي في المغرب. بعبارة أخرى، لا يتوفر الموقع إلا على جمهور ضئيل. بل إن إليكسا تخبرنا أن الجمهور الصغير جدا لمدونة علي عمار هو 92 في المائة من الجمهور المحلي.
© Copyright : DR
© Copyright : DR
قد لا يكون الترتيب المثير للشفقة لمدونة علي عمار في مواقع تصنيف وترتيب المواقع في الإنترنت وطبيعة نشرها معروفين للمسؤولين الذين ربما يميل علي عمار إلى ترهيبهم. وإلا كيف يمكن تفسير تدفق الإعلانات على موقع لوديسك، غير المتناسب مع جمهور "الموقع الإخباري" الصغير جدا. لوديسك غارق في إعلانات المؤسسات العمومية. حتى وزارة الداخلية تشتري مساحات في هذه المدونة.
وجد علي عمار نموذجا اقتصاديا غير نمطي للمؤسسات الصحفية. بينما كان يتفاخر باستقلالية صيغته الأولية، التي تعتمد حصريا على نموذج مقالات مؤدى عنها، سرعان ما غير هذا المسار من أجل الاستفادة بلا خجل من جميع المواقف الممكنة. جاءت ثروة كبيرة لضخ الأموال في الرأسمال بعد إهدار أموال رعاة الماضي: طلب إشهار أو أخذه بالقوة، واشتراكات القراء تباع باسم التضامن مع وسيلة إعلام مستقلة...
إذا كانت Pulse Media هي الشركة الناشرة لهذه المدونة، فإن لوديسك لديها مقر واحد هو مسكن علي عمار. فيلا مشهورة منذ أن كانت مسرحا للاغتصاب المفترض لحفصة بوطاهر على يد عمر الراضي، وتحولت إلى قضية دولة. هذا لا يسبب أي مشكل لعلي عمار الذي يعيش حياة طيبة في جناحه الصغير، بأكثر من 5 ملايين درهم، في مدينة بوسكورة الخضراء. وهي فيلا تبلغ قيمتها أكثر بكثير من شركة Pulse Media بأكملها برأس مال قدره 500.000 درهم ويعلن عن رقم معاملات أقل من 1.5 مليون درهم بصافي ربح أقل من 250.000 درهم. في يوم ما، سنطرح المزيد من الأسئلة حول المؤامرات المالية للمجرم من ذوي الياقات البيضاء الذي يقدم نفسه على أنه مثال للمهنية الصحفية...