هل تصب إسبانيا المزيد من الزيت على النار من خلال سماحها لسالم لبصير "الذراع الأيمن لإبراهيم غالي"، بدخوله إلى المدينة حيث تتواجد المستشفى التي يرقد فيها زعيم البوليساريو منذ أكثر من شهر؟ إن وجود "وزير" البوليساريو يثير الشبهات، بحسب ما كشفته صحيفة Okdiario الإسبانية الإلكترونية يوم 24 ماي 2021، خاصة وأن الحدود بين الجزائر وإسبانيا مغلقة. كيف دخل سالم لبصير إسبانيا؟ هل وصل هو أيضا بهوية مزورة وجواز سفر جزائري مزور؟ هل استفاد من تواطؤ فريق رئيس الديبلوماسية الإسبانية الذي دبر عملية نقل غالي إلى التراب الإسباني؟
وبحسب الوسيلة الإعلامية الإسبانية، فإنه من المؤكد أن سالم لبصير لم يأت مع إبراهيم غالي الملقب بمحمد بن بطوش، في الطائرة الطبية الجزائرية التي نقلته إلى إسبانيا، وكان على متنها أحد أقاربه وطبيب جزائري. على الأقل هذا ما يشير إليه تقرير الشرطة الإسبانية، الذي تم إعداده بناء على طلب القاضي سانتياغو بيدراز، في التحقيق الذي أجراه حول كيفية دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا، باسم مستعار وبجواز سفر مزور. لذلك يشير هذا التقرير إلى أن سالم لبصير وصل بعد عدة أيام من دخول غالي إلى المستشفى.
ومعروف أن إبراهيم غالي هو الذي أعاد الاعتبار لسالم لبصير بعدما كان الزعيم السابق للبوليساريو، محمد عبد العزيز المراكشي، قد أدرجه في قائمة المغضوب عليهم.
كيف وصل إلى لوغرونيو؟ هذا لغز محير. خاصة وأن عمدة لاريوخا الاشتراكي، كونتشا أندريو، أعطى أمرا صارما لموظفي مستشفى لوغرونيو باعتماد السرية المطلقة بشأن تواجد إبراهيم غالي ورفاقه.
وبغض النظر عن التواجد الغامض لسالم لبصير، يعتقد الموقع الإلكتروني الإسباني أن هذا الأخير يمكن أن يكون أيضا ذا فائدة للعدالة الإسبانية لأنه الشاهد، بل الشريك، في معظم الجرائم التي ارتكبها إبراهيم غالي والتي بسببها هو موضوع العديد من الشكايات أمام المحاكم الإسبانية.
من المعروف أيضا أن لبصير، بصفته أحد الصقور سيئ السمعة داخل الجبهة الانفصالية الذين انتهكوا اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة مع الأمم المتحدة، من خلال الدعوة المنتظمة للعودة إلى حمل السلاح. كما أنه هو المسؤول أيضا عن تدريب مئات الأطفال الصحراويين على استعمال الأسلحة وتجنيدهم في صفوف مليشيات البوليساريو.
وقد التقى سالم لبصير، يوم السبت 22 ماي، في فندق في لوغرونيو، بممثل البوليساريو في هذه المنطقة، عبد الله حمد أحمد. وقد تم تصوير الرجلين من قبل الصحيفة الإسبانية.
سالم لبصير واثق بما فيه الكفاية من نفسه لإجراء مقابلة صحفية. فقد أكد لـOkdiario، دون أن يرف له جفن، أن زعيم البوليساريو لن يمثل يوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021 أمام القاضي سانتياغو بيدراز. وقال سالم لبصير: "سيغادر إسبانيا ولن يمثل أمام القاضي". تثير مسألة دخول الذراع الأيمن لإبراهيم غالي إلى إسبانيا العديد من الأسئلة. كما أن لهجته القطعية، عندما أكد أن زعيم الانفصاليين سيغادر إسبانيا دون أن تطاله يد العدالة، تفتح الطريق أمام العديد من الأسئلة حول الضمانات التي تلقاها حتى يكون واثقا من نفسه.