وفي حديثه إلى Le360، قال فهرون إنه حُبِسَ أكثر من مرة، خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، لتورطه في جرائم العنف والمخدرات، بيد أنه في سنة 1996 أقدم على ارتكاب جريمة قتل، أكد أنها تمّت "عن طريق الخطأ"، حُكم في حقه على إثرها بالسجن المؤبد، قبل أن يتم تخفيف العقوبة إلى 30 سنة سجنا، قضى منها 23 عاما وغادر بـ"فضل سلوكه الحسن" داخل المؤسسات السجنية التي مر منها.
ويسرد فهرون تفاصيل الجريمة، التي هزت الرأي العام سنة 1996، قائلا إنه كان يشتغل لدى سيدة أجنبية، فرنسية الجنسية، في مجال الاتجار في المخدرات، وكانت مهمته تغليف الشحنات بالخشب وببعض المواد التي تمنع الكلاب من شم رائحة "الحشيش" في المطارات، وذلك في زمن لم تكن الأجهزة المتطورة (السكانير) متوفرة مثل زمننا الراهن.
وذات يوم، كان فهرون بصدد القيام بالمهام المنوطة إليه، داخل "فيلا" السيدة الأجنبية بالعاصمة الرباط، ثم فاجأته بصراخها في وجهه بعدما اكتشفت أن أموالها ومجوهراتها تعرضت للسرقة، "وفي لحظة ما، أردت الالتفات إلى الكَاورية، فضربتها عن طريق الخطأ بآلة حديدية، كُنت أستعملها في تقطيع الخشب، ضربتها بها على مستوى الفخذ، ثم غادرتُ المنزل مسرعا، بعدما تركتها وسط بركة من الدماء، وهو النزيف الذي أدى إلى وفاتها".
وتابع فهرون: "بعد ذلك، اكتشف المحققون أن سارق أموال ومجوهرات السيدة الأجنبية لم يكن سوى خادمتها، التي اعترفت بالمنسوب إليها، لتتم متابعتي بجريمة قتل غير مقرونة بالسرقة".
وأكد ضيفنا أن ما راج من أنباء بشأن "إقدامه على اغتصاب السيدة الأجنبية قبل مقتلها"، (أكد) أنها "مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة"، مشددا: "إن كُنت فعلا قد اغتصبتها فإنني أطالب بإعادة محاكمتي من جديد".
محمد فهرون، البالغ من العمر 54 سنة، قرر إنشاء قناة على موقع يوتيوب تحمل اسمه، أراد جعلها فضاءً يحكي من خلاله قصصه في السجن، من أجل منح العبرة لإخوته المواطنات والمواطنين المغاربة لثنْيِهم عن الإجرام، إلا أنه في الوقت نفسه يُعبّر عن انزعاجه التام من "حرب الكلاشات" المشتعلة بين "اليوتيوبرز".
في هذا الحوار، يفتح محمد فهرون قلبه لـ"قصة عمْر"، ويحكي كل شيء عن عائلته، جريمته، سجنه... وتفاصيل أخرى تكتشفونها في الحلقة أدناه: