بالفيديو: مشاهد مضحكة للجزائر مع هبة اللقاحات الصينية

DR

في 25/02/2021 على الساعة 20:12

من أجل هبة (مضحكة) من الحكومة الصينية، مكونة من 200 ألف جرعة من لقاحات سينوفارم، كان على القادة الجزائريين أن يتأهبوا ويرسلوا الناطق باسم الحكومة المفرط في النشاط إلى مطار بوفاريك العسكري لاستقبال الصدقة الصينية. فيما يلي بعض المقاطع من هذا الفيديو...

اصطف المسؤولون باللباس الرسمي على طول المدرج في ساعة متأخرة من الليل (11'0)، وتمت تعبئة وسائل الإعلام العمومية بميكروفوناتها وكاميراتها... ما كان ينقص هو الجوق الرسمي لقصر المرادية من أجل استكمال إجراءات الترحيب المهيب المخصصة عموما في الجزائر لاستقبال رئيس دولة!

لكن لم يكن الأمر كذلك.. فالصور التي بثتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تم تصويرها في مطار بوفاريك العسكري. يظهر جسم طائر غير معروف (04'0) –هي بلا شك طائرة تابعة للجيش الجزائري- ينزل حاوية وحيدة آتية من بكين تحتوي على شحنة حيوية.

الحمد لله! هذه لقاحات من سينوفارم ضد كوفيد-19 التي وجهت إلى الجزائر. سقطت كهدية من السماء... أو بالأحرى هبة من الصين. لأن الحكومة الصينية هي التي أرسلت هذه الشحنة، وقد تم تسليمها ملفوفة بشكل جيد ومحاطة بلافتة مكتوب عليها باللغتين العربية والصينية، عبارة تشيد بتضامن الشعب الصيني مع الشعب الجزائري في "هذه الأوقات الصعبة". لافتة مر عليها المصور مرور الكرام وكأنه يخجل منها (06'0).

لكن من الواضح أن السفير الصيني المعتمد لدى الجزائر كان هناك للتذكير بأن هذه ليست مجرد صدقة من الحكومة الصينية. سيلاحظ العارفون بخبايا الممارسات الدبلوماسية أن السفير بدأ خطابه مؤكدا على عبارة "تبرعت الحكومة الصينية" (37'1). لم يشر إلى "الحكومة" الجزائرية ولم يشر إلى أي مسؤول كبير في البلاد.

إن هذا الغياب، الذي يكاد يفرض في التصريحات الدبلوماسية الرسمية (خاصة عندما يتم التصريح باللغة الرسمية للبلد المضيف وأمام الكاميرات) يمكن أن يؤشر على تحفظ الحكومة الصينية اتجاه القادة الجزائريين الذين زعزعتهم رياح الحراك الشعبي مرة أخرى، هذه الحركة الاحتجاجية الاجتماعية التي تهب أكثر فأكثر بقوة على الجزائر. ولكن لنترك هذا الأمر جانبا.

أمام صاحب السعادة، لي ليان جي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحيمر، الذي كان يضع كمامته تحت أنفه (55'1) لم يكن إلا أن يقبل بالأمر الواقع، مثل رجل جائع أمام موزة. موقفه هذا لا علاقة له بموقفه، خلال تسجيل تلفزيوني سابق، حيث أعطى انطباعا باكتشاف إعلان مكتوب، قام بفك شفرته مثل مخطوطة كتبها بروتوس، الروماني ذو الميول البلشفية. أصبح سبوتنيك-V (الخامس) في فك شفرة المخطوطة البيزنطية المختومة بختم القيصر الأخير: نيكولا الأول (57'0).

لكن لايجب لوم دون خوان بلحيمر: قبل الانتقال الفوري إلى قاعدة بوفاريك العسكرية، كان المسكين في حصة مناورة العصب الحائر، وهي طريقة طبية بسيطة تهدف إلى إبطاء تسرع القلب، وهو المرض الذي يعاني منه منذ اعتقال نجله بومدين في قضية مخدرات. وهذه الرعاية الطبية تشرف عليها بدقة مرؤوسته نعيمة، التي تم تعيينها حديثا في منصب شديدة الحساسية في وزارته.

بغض النظر على كل المواهب والكفاءة المهنية للوكالة الجزائرية الرسمية، وكالة الأنباء الجزائرية التي أشادت بها مرارا وتكرارا منظمات الأمم المتحدة والممثليات الديبلوماسية الأوروبية لبراعتها في نشر الأخبار الكاذبة، فإن المشهد كان مؤسفا للأخوة الجزائريين. كان عليهم تجرع هذا الإذلال المتلفز لصدقة هزيلة للغاية يراد تحويلها إلى انتصار دبلوماسي.

هذه الصداقة الصينية-الجزائرية التي يريد نظامهم تسويقها تساوي الشحنة التي يتباهى بها. إن هذه الحاوية التي تحتوي على 200 ألف جرعة من اللقاح، يمكن أن تتناسب في الصين مع فائض قافلة أرسلتها شركة سينوفارم بطريق الخطأ إلى قرية نائية والأقل سكانا في الصين، والتي لم يتم تحديث بياناتها الديموغرافية منذ تفشي الوباء.

حتى بالنسبة للجزائر، فإن هذا التبرع يكفي بالكاد لتقديم جرعة أولى لأولئك الذين تمت تعبئتهم للترحيب بالهدية الصينية الثمينة بهذه القاعدة العسكرية.

في الواقع، فإن العديد من الميكانيكيين الذين يديرون الرافعة، وحاوية واحدة قد استخدموا في هذه العملية، ولم يكونوا يحملون أقنعة واقية (28'0)...

ومع ذلك، فإن هذه هي أكبر عملية تلقتها الجزائر على الإطلاق منذ الإطلاق الرسمي لحملة التلقيح المزعومة، والتي تتلخص في صورة رسمية التقطت في أوائل فبراير. إنها تمثل ضعف الشحنتين اللتين حصلت عليها الجزائر حتى الآن من أسترازينيكا وسبوتنيك-V. الجزائر هي أيضا تحتل المراتب المتأخرة في تصنيف كوفيداكس الذي يستشرف، بالنظر لمعدل التلقيح، عتبة المناعة الجماعية بحلول نونبر 2065...

بالنظر إلى هذه الصور التي تستحق بالفعل أن تكون مادة للسخرية، يجب أن تثير مشاعر الغضب لدى الجزائريين. تعكس هذه الصور الفشل الذريع لنظام غير قادر على تزويد شعبه بالحق الأساسي في الحياة من خلال الحفاظ على صحته. خاصة وأن لديهم، كمرجع مباشر، مملكة مجاورة، التي، من دون أن تكون دولة نفطية، تمكنت، بفضل قرارات استباقية للملك محمد السادس، من رفع تحدي حملة التلقيح للجميع.

في مواجهة ملك عظيم يغرس هذه الدينامية في شعب بأكمله، يجد الجزائريون أن رئيس دولتهم قد وضع نفسه على قدم المساواة مع زعيم كيان وهمي. في نفس اليوم الذي فرشت فيه السجادة الحمراء في بوفاريك لتلقي الصدقة الصينية، استقبل عبد المجيد تبون رجلا في مستواه: زعيم البوليساريو. شخصية أطلق عليها الجزائريون أنفسهم لقب بوصندالة، تلك الأحذية التي تركها مرتزقة البوليساريو في الكركرات منذ العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية المغربية.

كان على الجزائريين تحمل صورة يرثى لها على الصفحة الأولى لوكالة الأنباء الجزائرية تبرز هاتين الشخصيتين السياسيتين القزميتين، أحدهما غير شرعي، والذي يستعد الشعب الجزائري تذكيره غدا الجمعة بحقيقة صعبة بالنسبة له، والآخر، إنسان عليل لا يتحرك إلا بأوامر جنرالات الجيش.

وفي غضون ذلك، يتعين على وزير الخارجية التونسي أن يقول لنفسه إن صبري بوقادوم، الذي وعده بأن الجزائر ستقتسم اللقاحات مع "الإخوة التونسيين"، هو شخص فريد من نوعه... ولكن بعيدا عن السخرية، فإن أشقائنا الجزائريين يستحقون أفضل بكثير.

تحرير من طرف فهد
في 25/02/2021 على الساعة 20:12