وكتبت المجلة التي تعتبر من أبرز وسائل الإعلام الألمانية "رسالة نصية كافية، ليحصل المغاربة بعدها بثوان على موعدهم لإجراء التلقيح، المملكة تفوقت على ألمانيا في التلقيح"، متسائلة عن السر وراء هذا النجاح، ومضيفة أنه في الوقت الذي تخضع أوروبا للحجر، فالحياة في المغرب عادت أشبه بما كانت عليه قبل جائحة كورونا، معتبرة أن المغرب توَّج نفسه كبطل لشمال إفريقيا في التطعيم ضد الوباء.
وافتتحت المجلة تقريرها بالحديث عن تدبير المغرب لملفه الصحي في ظل جائحة “كورونا”، مقارِنة إياه بألمانيا، وبعض الدول الأوروبية التي تعيش المرحلة الثانية من الوباء، حيث أن المملكة المغربية تسير في طريقها نحو تحصين نفسها من الأزمة، مبينة أنه ففي الوقت الذي وصل فيه معدل التطعيم الأول والثاني في ألمانيا على مدار سبعة أيام إلى 126 ألفا و806 في اليوم، نجح المغرب الأسبوع الماضي في تطعيم 173 ألفا و920 شخصا في اليوم تقريبا، بعدما استفاد رجال التعليم والأطباء والممرضون والشرطة والمواطنون الذين تزيد أعمارهم عن 75 سنة، كما يتم حاليا تلقيح من تتجاوز أعمارهم 65 سنة، والهدف هو تطعيم 80% من السكان البالغين، أي نحو 25 مليون شخص.
وشدَّدت المجلة في تقريرها على أن المملكة قامت مرة أخرى بأشياء صحيحة في زمن الجائحة أفضل من الجيران الأوروبيين، حيث تميزت بردة فعلها السريعة والصارمة والإجراءات الاستباقية منذ بداية الوباء، وذلك باتخاذ قرار إغلاق المجال الجوي والحدود البرية في 13 مارس من السنة الماضية، فور ظهور حالات إصابات بفيروس كورونا، والتي لم تتجاوز أربع حالات آنذاك، كما تم إغلاق المدارس والإعلان عن حالة الحجر لشهرين، وفرض قانون ارتداء الكمامة الواقية، في مقابل ذلك، تم تعزيز إنتاج الكمامات، كما تم تنشيط المنظومة الصحية التي كانت متعثرة، وتزويد المستشفيات بمعدات تقنية حديثة، وبناء مصحات للطوارئ، وتوفير الأدوية بكميات كافية.
تقرير مجلة وموقع "فيلت" الألمانية، عرف ردود فعل قوية من طرف قراء المجلة، حيث وصل عدد التعليقات في ظرف ساعات قليلة إلى أزيد من 500 تعليق، تاركا الألمان بين مطرقة الافتخار ببلد إفريقي يعد من بين أفضل الوجهات السياحية للألمان، وبين سندان انتقاد عملية التلقيح في ألمانيا، التي لم تتمكن من تسريع وتيرة المستفيدين، حتى من العجزة ورجال التعليم الذين يعيشون مخاوف العدوى، سيما بعد عودة الدراسة في المدارس الابتدائية ودور الحضانة.