يبدو أن الرئيس الجزائري الجديد لا يفوت أية فرصة من أجل مهاجمة المغرب. لكن هذه المرة، ذهب بعيدا في هجومه عندما اتهم على أعمدة صحيفة لوفيغارو الفرنسية ما سماه "اللوبي المغربي في فرنسا" بأنه يريد "إفشال" العلاقات الفرنسية الجزائرية.
"نحن مع علاقات سلمية مع فرنسا، على أساس الاحترام المتبادل. في مرحلة ما، يتعين مواجهة الحقيقة. الخطوة الأولى هي الاعتراف بما تم القيام به، والخطوة الثانية هي إدانته. الشجاعة مطلوبة في السياسة. لكن هناك لوبيا آخر يوجد في فرنسا (يقصد المغرب-ملاحظة المحرر)، تعتمد سياسته على محاولة احتواء الجزائر"، هذا ما ادعاه الرئيس الجزائري "المنتخب".
لم يتوقف هذيان رئيس الدولة الجزائري الجديد عند هذا الحد، بل ذهب أبعد من ذلك عندما زعم أن "اللوبي المغربي في فرنسا يخاف من الجزائر"!
"إنه لوبي له صلات اقتصادية واجتماعية ويخاف من الجزائر. وحتى عندما تتدخل الجزائر لاقتراح حلول سلمية للأزمات، فإن هذا اللوبي يحاول التدخل بحجة أنه مهتم أيضا"، بحسب ما ادعاه الرئيس الجزائري الذي يؤمن بنظرية المؤامرة، وهي الرياضة المفضلة لدى حكام الجزائر الطاعنين في السن.
وهكذا حاول السيد تبون إلقاء اللوم على تدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية لما أسماه "اللوبي المغربي في فرنسا"، المتهم بجميع الشرور والآفات التي تصيب الجزائر!
دعنا ننتقل، لأن العرض الذي وجده الرئيس الجزائري الجديد يحده أمر مثير للسخرية. وفقًا لقاضيه المتصدع، فإن العودة العادلة للأمور في العلاقات الفرنسية الجزائرية ستنتقل عبر إنشاء الدولة لإلحاق "اللوبي المغربي في فرنسا"! وبعبارة أخرى، فإن السيد Tebboune يريد أن يغضب ضد المغرب في محاولة لإيجاد صالح في أعين السلطات الفرنسية!
هذا الكلام الذي ادعاه الرئيس الجزائري الجديد يثير حقا السخرية. فوقفا لهلواساته، فإن عودة الأمور إلى طبيعتها في العلاقات الفرنسية الجزائرية تمر عبر تحييد "اللوبي المغربي في فرنسا"! وبعبارة أخرى، فإن السيد تبون يريد بمكر أن يحرض ضد المغرب في محاولة لخطب ود السلطات الفرنسية!
إذا كان السيد تبون قد هاجم المغرب بعبارات غير دبلوماسية، فإنه لم بالمقالب غازل السلطات الفرنسية، وعلى رأسها الرئيس ماكرون. "لقد كان لدي اتصال مع الرئيس ماكرون، وأنا أعلم أنه صادق فكريا، وأنه ليس له أي صلة بالاستعمار. إنه يحاول حل هذه المشكلة التي تسمم العلاقات بين بلدينا. أحيانا يساء فهمه وأحيانا يكون هدفا لهجمات عنيفة من قبل جماعات ضغط قوية للغاية".
إنه اتهام آخر ضد المغرب، الذي يريد نظامه الجزائري أن يجعل منه "كبش فداء" لتبرير إخفاقاته المدوية تجاه شعبه.
إنه أمر مثير للشفقة!