ووسط تشديدات أمنية غير مسبوقة، دفع شاب كان يهتف ويصفق أثناء مشاهد القتل على الشاشة بعض الناس للخروج من سينما مزدحمة في ميدان التايمز في مانهاتن مساء الجمعة الماضي.
وقال نثانيل هود، الذي كان في السينما، إن بعض الأشخاص الآخرين من رواد السينما صرخوا في وجه الرجل الذي بصق عليهم وهم يغادرون مبكراً، وقال في مقابلة أجريت عبر رسائل خاصة: «كنت خائفاً. وأنا واثق من أن آخرين كُثُراً كانوا خائفين أيضاً».
وقال هود، الذي حضر عرضاً لفيلم Joker، إن القلق بدا بين صفوف المتفرجين حين ازدادت حدة العنف على الشاشة، وأضاف «في منتصف الفيلم تقريباً حين بدأ الجوكر في قتل الناس والتحدث عن شرور المجتمع، بدأ يصفق بصوت عالٍ ودون انقطاع لوقت طويل. وبدأ الناس يصرخون في وجهه ليتوقف، لكنه استمر في التصفيق والهتاف مثل المجانين».
وقال إن الرجل بدأ في التصفيق والهتاف مجدداً «بصوت مرتفع جداً» خلال مشهد قتال عنيف بالأسلحة النارية، وأصبح «عدوانياً» حين طلب منه الناس التوقف، وتابع «وأخيراً جاءت قوات الأمن وأخذته. وكانوا ما يزالون يستجوبونه خارج السينما حين خرجنا»، وقال إن الكثير من رجال الشرطة وقفوا في محيط السينما.
وقال شخص آخر من رواد السينما، ويُدعى إيتاي بنسون، إن هذا الرجل المزعج كان يجلس بجانبه في بداية الفيلم وجرع زجاجة كاملة من الكحول على ما يبدو. وقال إن سلوك الرجل «إلى جانب المذبحة التي تظهر على الشاشة أثارا عصبية الناس».
وقال بنسون في مقابلة عبر رسائل خاصة: «كان هذا الشخص على الأرجح رجلاً مخموراً غير مؤذي، لكن كل العصبية التي أحاطت بالفيلم جعلت ما حدث مساء الجمعة مزعجاً حقاً».
ونشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للشرطة وعمليات تفتيش أمنية وإعلانات خاصة بالسلامة في دور السينما في كاليفورنيا وفلوريدا.
وفي ولاية تينيسي، منعت إحدى سينمات السيارات روادها من ارتداء أزياء تنكرية أثناء عرض فيلم Joker المصنف للكبار فقط الذي سجل رقماً قياسياً في شباك التذاكر في أكتوبر الجاري بإيرادات بلغت 13.3 مليون دولار.
ويعرض الفيلم الذي أنتجته شركة وارنر بروذرز وأخرجه تود فيليبس، قصة الرجل الذي أصبح عدو باتمان التقليدي، وهو من بطولة خواكين فينيكس، ويستكشف رحلة تحول رجل مضطرب صاحب ضحكة جنونية إلى قاتل.
وفيما قال فيليبس إنه يأمل أن يحث الفيلم على فتح مناقشات حول الأسلحة والعنف ومعاملة الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، إلا أن البعض يخشى أن يدفع الفيلم إلى العنف، خاصة بعد حادث إطلاق النار العشوائي الذي وقع في سينما في كولورادو وتسبب في مقتل 12 شخصاً أثناء عرض أحد أفلام باتمان عام 2012.
وأمر مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أجهزة الشرطة المحلية بمراقبة منشورات الإنترنت المتعلقة بالفيلم التي يحتمل أنها تحمل تهديداً.
وأظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ضباطاً وكلباً بوليسياً خارج سينما كان يُعرض فيها فيلم Joker في أورلاندو بولاية فلوريدا، فيما توقفت سيارة دفع رباعي تابعة للشرطة جانب الرصيف خارج سينما في ضاحية برمنغهام، في ولاية ألاباما، أثناء عرض الفيلم.