وذكر المجلس في بلاغ له، اليوم الأربعاء، أنه "بناء على إحالة ذاتية من قبل الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال جلسته المنعقدة بتاريخ 17 شتنبر 2019 وقف بث برنامج "Kotbi Tonight"، مع تقديم وتلاوة بيان إخباري بالقرار على قناة (شدى تي في) خلال التوقيت الاعتيادي لبث البرنامج المذكور، ونشر القرار بالجريدة الرسمية".
وأضاف أن هذا القرار يأتي بعدما سجل المجلس الأعلى بخصوص حلقة يوم 03 يوليوز 2019 من برنامج "Kotbi Tonight" على قناة "شدى تي في"، مجموعة من الخروقات للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال الاتصال السمعي البصري، ولاسيما تلك المتعلقة بمناهضة العنف ضد المرأة وبالمسؤولية التحريرية وبواجب التحكم في البث.
واعتبر المجلس الأعلى أن استعمال ضيف البرنامج المغني عادل الميلودي عبارات من قبيل "راه اللي ما تيضربش مرتو ماشي راجل" و "أي واحد عندو مرتو خاصو يتهلا فيها يضربها يقتلها شغلوا هاداك"، إشادة وتنويها بالعنف ضد المرأة، وتشجيعا صريحا عليه، من خلال إقرانه إيجابيا بمفهوم الرجولة، وتقديمه كأمر مرغوب فيه ومستحب لتمتين العلاقة الزوجية، مما يحط من كرامة المرأة عبر تشييئها وتجريدها من إنسانيتها ووضعها الاعتباري داخل الأسرة والمجتمع، بل ومن شأنه أن يشجع الممارسات والسلوكيات التي قد تمس بسلامتها الجسدية.
كما اعتبر المجلس قول ضيف البرنامج أن "المرأة دائما معدية على الراجل دائما مبهدلاه"، يشكل وصما للمرأة وتكريسا لصورة نمطية تمييزية تحط من القيمة الإنسانية للمرأة وأدوارها المجتمعية.
من جهة أخرى، اعتبر المجلس الأعلى أن "خطاب العنف الصريح هذا لم يواجه برد حازم وجازم من طرف منشط البرنامج؛ إذ استرسل في التفاعل معه ضمن قالب هزلي يعطي الانطباع بالتطبيع معه والتسليم به، علاوة على كونه أفسح المجال للضيف لتكرار تصريحاته الداعية إلى العنف ضد النساء، مما أخل بواجب التحكم في البث كأحد مكونات المسؤولية التحريرية للمتعهد".
يشار إلى أن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري توصلت لاحقا بعدد من الشكايات بهذا الخصوص، تقدم بها أفراد وجمعيات تنشط في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وذكر المصدر ذاته بأن قناة "شدى تي في" حصلت بتاريخ 14 يونيو 2019 على ترخيص المجلس الأعلى، تلاه التوقيع يوم 02 يوليوز 2019 على دفتر تحملاتها الذي يتضمن عددا من الالتزامات، منها تلك المتعلقة بالمسؤولية التحريرية للمتعهد وبالنهوض بثقافة المساواة بين الرجل والمرأة، ومحاربة التمييز والصور النمطية المسيئة التي تحط من كرامة المرأة.