هذا التشابه خلف صدمة كبيرة وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن فزعهم من تشابه العملية الدموية مع لعبة "ببجي PUBG".
واستطاعت لعبة "مجهولون في ساحة المعركة"، المعروفة اختصارا باسم "بابجي"، من غزو ملايين الهواتف الذكية عبر العالم، حيث سرقت عقول الشباب والمراهقين وسلبتهم جزء ا كبيرا من حياتهم الشخصية، فحسب آخر التقارير الصادرة عن موقع "ذا فيرج"، فقد وصل عدد تحميلات هذه اللعبة عبر متاجر التطبيقات الإلكترونية إلى أكثر من 250 مليون تنزيل في وقت قياسي, في حين يُقدر عدد اللاعبين النشيطين في اللعبة ب30 مليون مستخدم يوميا.
مبدأ لعبة بابجي
يتمحور مبدأ اللعبة في البقاء على قيد الحياة لأطول وقت ممكن، حيث يجتمع 100 لاعب في طائرة واحدة، ليقفز اللاعبون في جزيرة كبيرة مهجورة، محاولين جمع الأسلحة والدروع الواقية لاصطياد الأعداء ومحاولة البقاء لآخر رمق. وما يزيد هذه اللعبة إثارة، هو واقعية الأسلحة والمدن، على غرار "بوشينكي" و"غاتكا" وهي مناطق تتواجد بالفعل في روسيا.
انتشار هذه اللعبة وإدمان الشباب عليها جعلها تدخل قفص الاتهام، حيث وصفها الخبراء بالمخربة للعقول والمربية على تبني العنف والكراهية، في حين ذهب بعض الشيوخ في عالمنا العربي إلى حد التحريم، حين أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بياناً حذر فيه من "ببجي"، وسبق هذا البيانَ فتوى تحرم ممارستها، كما يبحث البرلمان المصري إمكانية حذف هذه اللعبة بشكل نهائي ومعاقبة مستخدميها.
ولم تكن مصر الدولة العربية الأولى التي اتجهت نحو حظر اللعبة، إذ قامت مديرية الأمن الأردني بإصدار بلاغ يمنع جميع مستخدمي القطاع العام، من تحميل أو ممارسة "بابجي"، متوعدة كل من يخالف ذلك باتخاذ عقوبات وقرارات تأديبية في حقه.
وعلى غرار دول المشرق العربي فإن للمغاربة نصيب من هذا الإدمان، فلا حديث وسط الشباب والمراهقين إلا عن المغامرات والمعارك التي يخوضونها كل ليلة في هذه اللعبة، متحدين بعضهم البعض حول عدد القتلى والجثث التي خلفوها في كل لعبة، ليصبحوا خبراء سلاح وتكتيكات عسكرية في العالم الافتراضي.
لعبة سالبة لألباب الشباب المغربي
التقينا ببعض الشباب الذين أدمنوا على لعب "بابجي"، حيث صرح بعضهم بأن المدة الإجمالية التي يقضيها في اللعبة تتجاوز 7 ساعات يوميا، بينما اضطر البعض الآخر إلى إلغاء أحد النشاطات اليومية والتوقف عنها، كممارسة الرياضة أو أخد دروس خصوصية، من أجل التفرغ للعب "بابجي" رفقة الأصدقاء، كما عبر عن ذلك حمزة بصير، وهو طالب جامعي في شعبة القانون، حيث تخلى عن الذهاب للصالة الرياضية بسبب هذه اللعبة، التي أدمنها حد إصابته بآلام حادة في الرأس، وذلك بسبب طول مدة جلوسه أمام حاسوبه أو هاتفه الذكي للعب "بابجي".
في حين عبر أحد الآباء عن استيائه الشديد، بسبب هوس ابنه البالغ من العمر 11 سنة بهذه اللعبة، قائلا: "هاد العجب خرج على الدراري"، مضيفا: "اضطررت لإتلاف هاتف ابني يوسف بسببها، فهو لم يعد يهتم بواجباته المنزلية ولا المدرسية، وأصبح يسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، ما جعله يحصل على معدلات منخفضة في الفروض".
أما نوح، البالغ من العمر 31 سنة، فلخص لنا تجربته مع هذه اللعبة بثلاث كلمات: "متعة، إدمان، ثم هوس". مشيرا إلى أن "بابجي" كانت تأخذ منه أكثر من 4 ساعات يوميا، وذلك على حساب حياته الشخصية والعملية، إلا أنه قرر مؤخرا حذف هذا التطبيق من هاتفه بشكل نهائي.
وفي خضم هذا الجدل والانتقادات التي خلقتها هاته اللعبة عبر العالم، يرى البعض أنها مجرد موجة عابرة للإنترنت، ستنسى وتمحيها تطبيقات أخرى. وهنا نذكر تجربة لعبة "الحوت الأزرق" ولعبة "فورتنايت" اللتان حققتا نجاحا كبيرا، بيد أنهما لم تستطيعا البقاء في وجه آلاف الألعاب والتطبيقات الإلكترونية التي صدرت في وقت لاحق.