دعوات لحظر تطبيق سعودي يسمح بالتحكم في تحركات النساء

في متجر Apple iTunes وGoogle Play، يوصف تطبيق Absher بأنه تطبيق للخدمات الإلكترونية يوفر للمستخدمين بوابة إلكترونية لحكومة المملكة العربية السعودية، ولكن وفقاً لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ومجموعات حقوق الإنسان، فإنه أيضاً أداة للمساعدة في مراقبة تحركات النساء السعوديات.

وكان السيناتور الأمريكي رون وايدن أرسل خطاباً، الإثنين الماضي، إلى الرئيس التنفيذي لكلتا الشركتين يطلب فيه إزالة التطبيق من على متاجر التطبيقات فوراً؛ لأنه «يُمكّن الرجال السعوديين من تتبع والتحكم في تحركات النساء السعوديات».

وجاء في الخطاب: «هناك أخبار بأن النظام الملكي السعودي يسعى لتقييد وقمع النساء السعوديات، لكن الشركات الأمريكية يجب ألا تمكّن أو تيسِّر هذا النظام الأبوي للحكومة السعودية، من خلال السماح بوجود التطبيق في المتاجر الخاصة بكما، فإن شركاتكم تسهِّل على الرجال السعوديين التحكم بأفراد عائلاتهم من خلال هواتفهم الذكية وتقييد تحركاتهم».

يأتي الخطاب بعد أن زعم تقرير لموقع Business Insider أن الرجال السعوديين يستخدمون التطبيق لتحديد متى وأين يُسمح للنساء بالخروج من البلاد وإلغاء تصريح السفر.

يذكر أن تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش لعام 2016، سلَّط الضوء على كيفية قيام خدمة الرسائل النصية التلقائية داخل التطبيق بتنبيه الأوصياء الذكور عند دخول وخروج النساء من البلاد.

وقالت امرأة سعودية تبلغ من العمر 25 عاماً في التقرير: «قد يعتقد البعض أن الحكومة تستخدم التكنولوجيا للمضي قدماً للأمام، لكن بدلاً من ذلك تستخدمه للعودة إلى الخلف».

تجدر الإشارة إلى أنه من غير القانوني للمرأة في المملكة السفر دون إذن من ولي الأمر الذكر، وعادة ما يكون قريباً أو زوجاً.

في بيان لصحيفة Washington Post، دعت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان هاتين الشركتين العملاقتين في التكنولوجيا إلى التحقيق في كيفية استخدام التطبيق.

وقال البيان: «نحن ندعو Apple وGoogle لتقييم مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان على النساء، والتي يجري تسهيلها من قِبل التطبيق، وتخفيف الضرر الذي يسببه التطبيق للنساء».

ووفقًا لوصف التطبيق، فقد جرى تصميمه بحيث يمكن للمستخدمين «تصفح ملفاتهم الشخصية أو ملفات أفراد عائلاتهم، أو العاملين الذين يعملون لحسابهم، وتنفيذ مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية عبر الإنترنت».

هذا وجرى تنزيل تطبيق Absher أكثر من مليون مرة من على Google Play وحصل على تقييم بلغ 4.6. ولا تتوفر بيانات التنزيل لأجهزة Apple.

يأتي هذا الغضب بعد أن لفتت حالات حقوقية جدية الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة داخل المملكة، بما في ذلك مقتل الصحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي ومحنة الفتاة السعودية رهف محمد القنون، التي فرت من البلاد بسبب العنف الأسري على يد عائلتها.