وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوماتان دالجيري) أن "إفريقيا كانت آخر قارة إلى جانب أوقيانوسيا لم تحظ بشرف التعرف على السرعة الفائقة في مجال السكك الحديدية. وهكذا نال المغرب هذا الشرف لينضاف إلى مشروع المحطة الكبرى للطاقة الشمسية".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الخط الأول للقطار فائق السرعة في إفريقيا، الذي يربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء عبر الرباط في ظرف ساعتين وعشر دقائق عوض أربع ساعات و45 دقيقة، يسير بسرعة 320 كيلومترا في الساعة على الخط فائق السرعة بين طنجة والقنيطرة، أي على مسافة 200 كيلومتر، وبسرعة تتراوح ما بين 160 و180 كيلومترا في الساعة بالنسبة لباقي مسار الرحلة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المشروع من الجانب المغربي، تأكيده أن هذا المشروع يستهدف ستة ملايين مسافر في السنة بعد ثلاث سنوات من الاستغلال التجاري، بدلا من ثلاثة ملايين حاليا، وهو ما سيسمح بخلق هامش تشغيلي يتجاوز بكثير القطارات التقليدية . ومن المرتقب إحداث ممر على الواجهة الأطلسية يمتد من طنجة إلى أكادير، وممر مغاربي من الدار البيضاء إلى فاس ووجدة.
من جهة أخرى، أوضحت الصحيفة أن السرعة الفائقة، ومن خلال استيعاب المسافرين بالخطوط التقليدية، تسمح بتحرير قدرات الشحن، بغية مواكبة تطوير نشاط المركب المينائي طنجة المتوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب بصدد تثليث الخط السككي القنيطرة - الدار البيضاء بشكل يتيح التوفر على ممر شحن من طنجة المتوسط إلى مدينة الدار البيضاء، مضيفة أن عدد الركاب الذين تم نقلهم قد تضاعف تقريبا بين سنتي 2005 و 2018 ليصل إلى 50 مليون في السنة. وقالت إن الأمر لا يتعلق بقطار موجه لزبناء من فئة اجتماعية راقية، بل بتكييف مع القدرة الشرائية للسكان من خلال التحكم في التكاليف، مشيرة إلى أنها "بحسب المسؤولين الفرنسيين المكلفين بالمشروع، الأرخص في العالم وتجربة غير مسبوقة".
من جهة أخرى، أوضح ذات المصدر أن جميع الدول التي ترغب في تهيئة ترابها وتطوير النقل المستدام تختار القطار فائق السرعة، فقد اختارت الصين القطار فائق السرعة، وليس الطائرة. واليوم، هناك 35 ألف كيلومتر من السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين. وقد اتخذت روسيا هذا المنحى من خلال الخط الرابط بين موسكو وكازان، والهند بصدد اتخاذ نفس الخيار في المسارات التي ستتحول إلى السرعة الفائقة.
من جانبها، اعتبرت صحيفة "ت.س .أ" الالكترونية أن هذا القطار فائق السرعة ي قدم على أنه "الأسرع في إفريقيا" ورمز لعمق الشراكة بين باريس والرباط.
وقالت إن خط طنجة - الدار البيضاء، الذي يبلغ طوله الإجمالي 350 كيلومترا، يعد بمثابة واجهة لتحديث المملكة ولخبرة الشركات الفرنسية، حيث سيربط بين المنطقتين الأكثر دينامية في المملكة في ظرف ساعتين وعشر دقائق عوض أربع ساعات و 45 دقيقة حاليا.