ويضم الكتاب الأبيض، الذي خطته لجنة مكونة من مهنيين وباحثين يترأسهم عبد الوهاب الرامي، الخبير في مجال الإعلام، جزأين أساسيين أولهما يتعلق بجانب التحديات، والثاني مخصص للتوصيات، ويعالج جزء التحديات المنتظمة في خمسة محاور، الإشكالات التي تواجهها اليوم الصحافة الإلكترونية المغربية، وهي أساسا: التحدي التكنولوجي، والتحدي الاقتصادي، وتحدي تطوير المحتوى، وتحدي دعم أخلاقيات المهنة، وتحدي التكوين.
وفي جزئه الثاني، يعرض الكتاب التوصيات المستمدة من خلاصات الحوار والنقاش الذي امتد لأزيد من سنة، حول واقع وآفاق الصحافة الإلكترونية المغربية.
تأهيل الصحافة الالكترونية يقتضي وجود صحافة رقمية بكل ما تعنيه كلمة صحافة من معنى، إذ أن حديث الكتاب الأبيض، وقبله وزير الاتصال، عن وجود 500 موقع إخباري فيها كثير من المزايدة والتجني، إذ يشير الكتاب الأبيض إلى مواطن خلل لا تحصى.
من الهواية إلى المهنية
إن أول ملاحظة تسترعي الاهتمام بخصوص الصحافة الإلكترونية المغربية، هو أولا ضعف حجم الاستثمار في القطاع، بخلاف ما يجري في البلدان الغربية أو بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ثانيا يسجل غياب مستثمرون يتكفلون باحتضان مشاريع واعدة ومفتوحة على الابتكار في المجال (business angels). وهو ما يعني أن قطاع الصحافة الإلكترونية غير جذاب بالنسبة للمستثمرين المغاربة ولا يحظى بالأولوية لديهم.
ويبدو أن المؤسسات المرتبطة بالصحافة الورقية هي التي استثمرت بشكل من الأشكال في مجال إنشاء مواقع إلكترونية، لكن دون أن تتميز مضامينها، في الغالب، عن الصيغة الأصلية الورقية، في حين أن المؤسسات الصحفية الإلكترونية الخالصة والتي لا تستند إلى خلفية ورقية (pure-players) تجد صعوبة في الظهور والاستمرار.وقد شهدت السنوات الأولى من الألفية الثالثة، مع ما رافقها من حُمّى انتشار الشركات المبتدئة في الإنترنت، إنشاء مشاريع واعدة تهتم بالإخبار الشامل، أو موجّهة لصناع القرار ومؤدى عنها. ولم يسمح انفجار الإنترنت والوضعية الجنينية لاستعمال الشبكة العنكبوتية آنذاك في المغرب، بتجريب هذه النماذج بشكل كامل.لتحميل النسخة الكاملة من الكتاب الأبيض:
- livre_blanc.doc