الحشرة التي يبلغ طولها بالكاد بضعة سنتيمترات وموطنها آسيا، تتسلل إلى الجزء الداخلي من الشق - جذع شجرة النخيل - وتضع مئات اليرقات، التي تتغذى على النبات، وهي المسؤولة عن موت ملايين أشجار النخيل، وهي آفة تهدد بشكل مباشر دخل ملايين الأشخاص الذين يعيشون على زراعة النخيل.
ظهرت سوسة النخيل الحمراء في الشرق الأوسط في أوائل الثمانينيات، واستمرت في الانتشار حتى وصلت إلى المغرب حيث تم الإبلاغ عن أولى الحالات في عام 2008.
بعد تجربة العديد من الحلول، أطلق المغرب دعوة دولية للمساعدة، فاستجابت palmonitor ، وهي شركة متخصصة في توريد التقنيات المتقدمة التي تسمح باكتشاف يرقات السوسة الحمراء في مرحلة مبكرة جدًا من التطور، والتي قامت بتركيب حوالي مائة جهاز استشعار في منطقة طنجة-أصيلة، بإشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية، ليتم تكليفها بنشر عشرات الآلاف من أجهزة الاستشعار لتغطية بؤر العدوى الرئيسية في المنطقة الشمالية من البلاد ستبدأ هذه العملية في شتنبر 2020 (تأخر العمل بسبب covid-19).
باستخدام تقنية تعتمد على الحركة الزلزالية وتحليلها بالذكاء الاصطناعي، تكمن دقة المستشعرات في أنها تستطيع الكشف عن وجود يرقات بالكاد يبلغ حجمها 10 ملم داخل جذع بحجم راحة اليد، والتي تهدف لكسر دورة تطور الآفة عن طريق الكشف عن وجود يرقات السوسة الحمراء في شجرة النخيل في أقرب وقت ممكن.
مع وجود ما يقرب من 7 ملايين نخلة (في حالة نمو مستمر)، هناك خطر كبير للغاية يتمثل في ترك السوسة تلوث مناطق النمو في جنوب شرق المغرب، وكجزء من خطة توزيع حل Palmonitor في المغرب، وكدور استراتيجي للبلاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سيتم إنشاء غرفة تحكم واحدة في مقر الإدارة الإقليمية لـ ONSSA في طنجة، سيسمح بمراقبة حالة الأشجار على مدار 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Palmonitor ، السيد Jovan Dujorivc: "لقد قررنا استهداف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كسوقنا الرئيسي من أجل زيادة استخدام لتقنيتنا من أجل اكتشاف أفضل للسوسة في السنوات القادمة، نحن نعلم أن لدينا حلًا فريدًا تم إثباته مرارًا وتكرارًا للسيطرة الفعالة على انتشار الآفة ".
وقال جوناثان ليفي، المدير العام لشركة Demeures Et Jardins، الشريك المغربي لشركة Palmonitor "هذه هي الخطوة الأولى في عملية طويلة"، وقال أيضا: "منذ الإعلان عن توقيع العقد مع المكتب الوطني للسلامة الاجتماعية، وردت طلبات للحصول على معلومات من جميع أنحاء المغرب، وأيضا من الخارج.
وأضاف: "يتم تطوير الحلول مع المنظمات المختلفة وسيتم اقتراحها على المنتجين لتمكينهم من تجهيز أنفسهم بهذه التكنولوجيا."
بفضل هذه الحلول المبتكرة، يمكن طمأنة المزارعين بمعرفة أن محاصيلهم آمنة، كما يمكن توفير النفقات الكيميائية والحفاظ على الإنتاج بمستوى عالٍ من الجودة، دون أي ضرر ناتج عن المعالجات الكيميائية المتكررة ، والتي ستقتصر على ما هو ضروري تمامًا.
