حوار: فوزي النجاح.. مغربي اخترع سيارة تعمل بالهيدروجين الأخضر

فوزي النجاح

فوزي النجاح . DR

في 25/05/2022 على الساعة 16:00

في سن 29، فرض فوزي النجاح نفسه في عالم السيارات على المستوى العالمي من خلال اختراع سيارة لا مثيل لها، ومجهزة بخزان قابل للإزالة وتعمل بالهيدروجين الأخضر، وتوفر العديد من المزايا في قطاع السيارات التي تعمل بالطاقات المتجددة.

فوزي النجاح كان شغوفًا بعالم السيارات الذي عمل فيه والده لأكثر من ثلاثين عاما، ودخل إلى هذا العالم بطريقة أخرى من خلال إعادة التفكير في هذا العالم الميكانيكي في ضوء البيئة والطاقات المتجددة. يبلغ من العمر 29 عاما فقط، لكنه استطاع أن يحدث طفرة في هذا القطاع من خلال إنشاء علامة تجارية خاصة به. رهان مجنون تمكن من رفعه، على الرغم من الشكوك التي راودت البعض.

© Copyright : DR

اليوم، أصبح الحلم حقيقة. يوم 11 ماي 2022 في تورينو الإيطالية، كشف رجل الأعمال الشاب عن نموذج أولي لمجموعة جديدة من السيارات في العرض الأول العالمي الذي حظي متابعة كبيرة. تصوره؟ سيارة هيف (HUV- Hydrogen Utility vehicule)، ورموزها الجمالية هي تلك الخاصة بسيارة سيف (SUV-Sport Utility Vehicule) والتي أطلق عليها اسم نام إكس (NamX-New Automotive and Moblilty Exploration). بالنسبة لرجل الأعمال الشاب، فإن الاستكشاف بالتحديد هو الذي يملي منهجه بشكل أساسي، وهذا هو السبب في أن الحرف X موجود في كل مكان في تصميم السيارة.

© Copyright : DR

لكن بغض النظر عن الجانب البيئي في مشروعه، يسعى فوزي النجاح، الذي نشأ في فرنسا في فال دواز والذي ينحدر عائلته من الرشيدية بالمغرب، إلى تحقيق طموح يتمثل في إدراج المغرب وإفريقيا في قلب مشروعه. حوار.

© Copyright : DR

ما هي خصوصيات سيارة هيف نام إكس (HUV-NamX)؟

إنها سيارة في حجم سيارة سيف (SUV-L). وبالتالي فهي سيارة سيف (SUV) كوفي كبيرة يبلغ طولها 4.90 مترا وعرضها متران وارتفاعها 1.60 مترا. سيارة الفارهة فيها تسمى GTA ولديها 550 حصان. إنها سيارة قوية التي يمكن أن تدخل سوق السيارات الفاخرة جنبا إلى جنب مع السيارات الأفضل في العالم من حيث الأداء والجودة الداخلية والخارجية.

ما فائدة الهيدروجين لقطاع السيارات من وجهة نظر الطاقة؟

بداية، فإن الاهتمام الرئيسي هو القدرة على ضمان أن يكون الهيدروجين الذي تعمل به السيارة أخضر، أي أنه يأتي من الطاقات المتجددة.

لذلك هناك سؤال مهم يجب على الجميع طرحه، سواء كنا نقود سيارة ببطارية كهربائية أم سيارة هيدروجين: من أين يأتي مصدر الطاقة لهذه السيارة؟ هل هو من مصنع الفحم؟ من محطة للطاقة النووية؟ طاقة متجددة؟ وبالتالي، بفضل الهيدروجين الأخضر، وبفضل هذه التقنية، يمكننا الحصول على طاقة نظيفة حقا، تنتقل من البئر إلى العجلة، وهذا يعني أنه من خلال استخدام السيارة، نكون نظيفين قدر الإمكان. هذا فيما يخص الجانب المتعلق بالطاقة.

ما هي مزايا هذه السيارة مقارنة بالسيارات الكهربائية؟

فيما يتعلق بمظهر السيارة، فإن الميزة الرئيسية لسيارة هيف (HUV) على فئة سيارات سيف (SUV) الكهربائية هي وقت الشحن. اليوم، بفضل الهيدروجين، لدينا وقت لإعادة الشحن يتراوح بين ثلاث وأربع دقائق لمدى 800 كيلومتر.

وهذا أمر مهم للغاية، لأنه في حالة السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، يستغرق شحن بطارية كهربائية في أفضل الأحوال خمسة عشر دقيقة. إذا انتظرت أربع أو خمس مركبات دورها أمامك لإعادة الشحن ولم يكن هناك ما يكفي من البطاريات أو غيرها، فقد يستمر الانتظار لمدة تصل إلى ساعة أو أكثر.

الميزة الأكيدة لسيارة هيف (HUV) هي وقت إعادة الشحن. أما الميزة الثانية مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية فتتمثل في الاستقلالية. اليوم، في رحلة طويلة مع مقاومة كبيرة للرياح، تبلغ استقلالية السيارة الكهربائية 400 كيلومتر. وهكذا، لا نعيد شحن بطاريات هذه السيارات أبدا إلى 100 ٪ لأن هذا يتلفها ولأنها تستغرق وقتا أطول، لذلك نقوم عموما بإعادة شحن ما يقارب من 80 ٪. من ناحية أخرى، مع الهيدروجين، السيارة يكون لديها استقلالية تتراوح بين 750 و850 كيلومترا. هذه تقديرات حقيقية للاستقلالية.

من حيث الاستخدام، فإن هذه السيارة ممتعة في القيادة مثل السيارة الكهربائية. فهي ناعمة جدا وهادئة جدا ولكنها قوية، مع فارق هو أن سيارة الهيدروجين تطلق الماء فقط من خلال العادم الموجود في الجزء السفلي من السيارة. ويرجع ذلك إلى خلية الوقود التي عندما تقوم بخلط الهيدروجين والأكسجين تطلق الماء فقط.

ما هي سلبيات هذا النوع الجديد من السيارات؟

من الواضح أن هناك جانبا متعلقا بالطاقة، نظرا لوجود مفاهيم الأداء الطاقي والتي يتم تحسينها بين إنتاج الهيدروجين وأداء خلية الوقود. هناك سلبية ثانية تتمثل في شبكة توزيع الهيدروجين، لأنه كما تعلم، لا يزال هناك عدد قليل جدا من محطات الهيدروجين. يتم العمل حاليا على تطويرها. في أوربا، هناك العديد من الخطط المعلنة لإقامة محطات في السنوات القليلة المقبلة، لكننا نعلم أن هذا التحدي ليس سوى مسألة وقت.

ماذا عن نظام كبسولات الهيدروجين الذي طورته؟ كيف يختلف عن السيارات التي تعمل بالهيدروجين التي طورتها بالفعل تويوتا أو هيونداي على سبيل المثال؟

يعتبر نظام الكبسولة هذا حلا تكميليا إضافيا، ويهدف إلى جعل الهيدروجين في متناول زبنائنا والمستخدمين المستقبليين لهذه التكنولوجيا.

نحن نعلم أن محطات الهيدروجين باهظة الثمن، إذ تصل إلى عدة ملايين من اليورو لمحطة الهيدروجين مع الهندسة المدنية، ولكن مع النظام الذي نقترحه، لدينا إمكانية جعله أبسط، ويمكن الوصول إليه بسهولة وبتكلفة أقل بكثير. لهذا السبب فكرنا في هذا النظام. لقد عملنا لسنوات عديدة مع خبراء في الهندسة والهيدروجين وكل ما يتعلق بالتصديق والسلامة.

عمليا كيف يتم إعادة تعبئة هذه الكبسولات؟

هناك طريقتان لإعادة شحن سيارة هيف (HUV): الطريقة الكلاسيكية عبر فتحة الوقود التي تسمح بإعادة شحن السيارة بمسدس الهيدروجين في محطة كلاسيكية، وهو أمر موجود بالفعل في أوروبا منذ سنوات عديدة ثم هناك نظام الكبسولة.

نحن بصدد تطوير نظام متكامل بخصوص الحصول على هذه الكبسولات ودمجها في السيارة. كل هذا سيتم تقديمه بالتفصيل قريبا في معرض باريس للسيارات. لكن في الوقت الحالي، لا تزال بعض المواضيع سرية...يتعين التحلي بالقليل من الصبر. ما هو مؤكد هو أننا فكرنا في الزبون، وفي شيء بسيط للغاية ويمكن الوصول إليه وبدون قيود إضافية. باختصار، سيكون نظام الكبسولة مشابها لنظام المحطات.

تضع إفريقيا وخاصة المغرب في قلب مشروعك من خلال إعلانك عن إنشاء وحدات تصنيع في هذا البلد. لماذا هذا الاختيار؟

المغرب ينخرط في رؤية مستقبلية بعيدة المدى، قائمة على خطة الهيدروجين الأخضر، مع أكثر من 8 ٪ من الناتج الداخلي الإجمالي السنوي الذي يتم استثماره في هذه الطاقة. بالنسبة لنا، بالطبع هذا شيء إيجابي للغاية والمغرب بلد مهم للغاية بالنسبة لنا.

المغرب هو أيضا بلد توجه نحو صناعة السيارات، إذ نجد أن رونو وبي إس أ استقرتا فيه، وهذا بطبيعة الحال لعدة أسباب، منها توافر الخبرة والموهبة في البلد. كما أن هناك أيضا عوامل أخرى تشجع ذلك. ومن الواضح أنه بلد مهم وسنشرح قريبا كيف سيتم تطبيق نام إكس على المستوى المغربي.

سيتم الإعلان قريبا وبشكل رسمي عن مكان الإنتاج وكذا المتدخلين في عملية الإنتاج هاته وطريقة القيام بذلك، ولكن أيضا البلدان المختلفة المشاركة... من الواضح أنه مشروع سيربط أوروبا وأفريقيا، وبشكل خاص المغرب.

فيما يتعلق بالسوق، فإن اهتمامنا هو أن يكون لدينا صناعة تكنولوجية قوية في أفريقيا، مرتبطة بمستقبل التنقل.

هل سيتم تكييف التكنولوجيا المُطَوَّرة لهذه الكبسولات القابلة للإزالة في المستقبل مع السيارات المصنعة من قبل شركات أخرى أم هي فقط لسيارات نام إكس؟

الأمر لا زال سريا لحد الآن. ما يمكنني قوله هو أن نام إكس ليست مجرد نموذج. نبدأ بنموذج ونمضي خطوة بخطوة، ونحن بصدد تصميم سيارة من هذا النوعالذي يتم تصميمه. لذلك لن نتوقف حتى نصمم سيارة هيف كوبي (HUV coupé).

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 25/05/2022 على الساعة 16:00