الدار البيضاء. هل اقتنى عمدة المدينة حافلات إسرائيلية مستعملة؟

DR

في 12/02/2020 على الساعة 15:07

تطور جديد في ملف الحافلات المستعملة المخصصة لحل مشكلة النقل العمومي في الدار البيضاء خلال الفترة الانتقالية لما بعد انتهاء العقدة مع "مدينة بيس". وفيما يلي التفاصيل.

أظهر التدبير الكارثي للمرحلة الانتقالية بعد انتهاء العقدة مع شركة "مدينة بيس" عدم احترافية المسؤولين عن تدبير هذا القطاع الحيوي بالنسبة لسكان العاصمة الاقتصادية للمملكة. هذا هو على كل حال الانطباع الذي ظهر خلال الأشهر الأولى بعد رحيل شركة "مدينة بيس" على إثر إنهاء العقد بينها وبين مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء".

سكان جماعة الدار البيضاء الكبرى لا يمتلكون لحد الساعة رؤية واضحة بخصوص 700 حافلة جديدة وعد بها منتخبو حزب العدالة والتنمية، الذي يسير مجلس مدينة العاصمة الاقتصادية. وقد قامت الشركة الإسبانية "إريزار" بإصدار بلاغ منذ عدة أيام تعلن فيه أنها حصلت على عقد لتصنيع (تركيب) 200 حافلة في مصنع بالصخيرات على الطريق السيار الدار البيضاء-الرباط.

وفي غضون ذلك، مازال سكان المدينة ينتظرون الحافلات المستعملة التي كان من المفترض أن تستورد نهاية 2019 من أجل استعمالها خلال الفترة الانتقالية التي ينتظر أن تكون طويلة وقاسية. منذ عدة أسابيع، ما لا يقل عن 257 حافلة مازالت عالقة في ميناء الدار البيضاء لأسباب غير معروفة. وحاول عمدة المدينة المنتمي لحزب العدالة والتنمية، عبد العزيز العمري، خلال دورة فبراير لمجلس المدينة، أن يبرر ذلك بكون استغلالها يتطلب القيام ببعض الإجراءات الإدارية.

غير أن الصحافة الإيطالية قدمت رواية أخرى مختلفة للوقائع. ففي مقال نُشر يوم الأحد 9 فبراير، كشفت يومية Il Messaggero الإيطالية أن بين هذا الأسطول من الحافلات العالق في ميناء الدار البيضاء، توجد 70 حافلة على الأقل آتين من تل أبيب (إسرائيل). هذه الحافلات كانت موجهة لهيئة النقل الحضري في روما (ATAC). "عندما وصلت هذه الحافلات إلى روما، اتضح أنها تبلغ من العمر 10 سنوات بالفعل ولا يمكن إعادة تسجيلها لأنها تسبب التلوث"، بحسب رواية الصحيفة الإيطالية (التي تبيع أكثر من 240،000 نسخة كل يوم).

ووفق الصحيفة الإيطالية نفسها، فإن هذه الفضيحة التي أثارت فضول مجلس الحسابات الإيطالي، كلفت بلدية روما 16 في المائة من 4.3 مليون يورو المنصوص عليها في الاتفاق مع المورد الإسرائيلي. السؤال المطروح الآن هل سيهتم مجلس إدريس جطو بدوره بشروط إبرام صفقات لشراء حافلات جديدة وأخرى مستعملة التي تمت في الأشهر الأخيرة في الدار البيضاء. وقد حاول Le360 الاتصال بعمدة المدينة، عبد العزيز العمري، وكذا بنائبه، عبد الصمد حيكر، بدون جدوى. أما إيمان صابر، رئيسة مؤسسة التعاون بين الجماعات، فقد نفت المعطيات التي كشفت عنها الصحيفة الإيطالية، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

تحرير من طرف وديع المودن
في 12/02/2020 على الساعة 15:07