ويرى كمال عبد اللطيف أنّه «منذ أنْ اعتقد المعتقدون أنك توقفت عن مخاطبتنا في شأن القضية الفلسطينية وتحولاتها، وما أصابها من تصلّب وجفاف في العقود الأربعة الأخيرة، بقيت واقفاً بشموخ وكبرياء الغاضبين الكاتمين غيضهم. ظلّت وقفتك كما هي، تحمل الشمس فوق رأسك ولا تنطق عن الهوى، طوحت بك الأيام في بلاد الصيف وبلاد الشتاء وسكنت قبل ذلك المخيمات مهجرا ومطروداً بثياب مرقعة مع حرص شديد على مواصلة حمل الشمس فوق رأسك في الشتاء والصيف».
ويضيف على غلاف الكتاب «تذكرتك في هذه الأيام العصيبة وعُدت إلى الأحرف التي رسمت طيلة ثلاثين سنة فوجدت نفسي أمام خيوطٍ تجمع عنف التشخيص بالمباشر لتاريخ محاولات الاقتلاع الذي مارسته الصهيونية والغرب الداعم لأنماط احتلالها واغتصابها لأرض فلسطين وتاريخها وشكلتك كلماتك وطريقة تأثيثك لفضاءات الرسوم الكاركاتورية، ما يمكن اعتباره بمثابة سجل يقظٍ لكل ما لحق القضية الفلسطينية والعربية من تحوّل طيلة ما يقرب من نصف قرن، أي منذ ميلادك الثاني بعد هزيمة 67 إلى دخول الفاعل السياسي الفلسطيني في دوائر التمهيد لاتفاقية أوسلو».
ويذهب صاحب «درس العروي» «لم أكن متصوراً وأنا أتابع رسومك في الصحافة العربية فور انتهائك منها، أنّها تحدث الأجيال القادمة. اليوم وأنا أكتب لك أتصفّح في الآن نفسه، صفحات المجموع الذي يحملها، أدرك أنها تخاطبني تخاطبنا جميعاً، إنها تروي ما تحول إلى حكاية مغطاة بكثير من الرماد الكثيف، فمن ينفض الرماد ويمنح الجمرات التي تحته اللهيب القادر على منحك القدرة على الالتفات نحونا، لنتمكّن من التملي في وجهك ونتمكن ونحن نلاحظ أنك تكبر وتحرّك ذاتك وجسدك وتبدأ رحلة الرقص والغناء ».