وتأتي قيمة هذا اللقاء في كونه يكشف للباحثين والطلبة معالم الكتاب النقدي من أجل خلق حوار ثقافي بين الناقد وجمهوره. وعلى الرغم من السطوة المعرفية التي بات يمارسها النقد الروائي داخل الساحة الثقافية، فإنّ هناك دراسات نقدية مختلفة، فحتّى وإنْ تصدّت بالدراسة إلى المُنجز الروائي، تظلّ تحمل في طياتها جديداً نقدياً يعوّل عليه من الناحية المعرفية كما هو الحال هنا. تساعد هذه اللقاءات الطلبة والباحثين على استكشاف المناحي المعرفية التي وصل إليها النقد والتحوّلات التي مرّ منها والطريقة التي بها ينظر إلى العمل الإبداعي وكيف يُحلّله. وهي مجموعة من العناصر الأساسية التي تفرض نفسها على مسار الطلبة من أجل تعلّم تقنيات التحليل ومدى نجاعة الباحث في المزج بين النظرية الروائية وأسلوب تطبيقها، حتّى لا تصبح النظرية عبارة عن إسقاط معرفي فادح.
وينتمي الناقد والأكاديمي الشرقي نصراوي إلى النقاد الذين يحاولون دائماً تجديد البحث العلمي وذلك من خلال محاولة خلق أفق نقدي جديد يوازي بين التنظير والتطبيق. والحق أنّ هذا المزج هو الذي يعطي للقارئ إمكانية دقيقة لفهم العملية النقدية بطريقة يغدو فيها النقد شكلاً من أشكال التفكير الذي يقود الباحث إلى استشكال القضايا وابتداع المفاهيم واجتراح أفق معرفي للخطاب الجمالي داخل الرواية المغربية وغيرها.




