وحسب المؤرخ الطيب بياض فإن الكتاب عبارة عن «عمل جاء ثمرة ورشاتٍ تناظريةٍ جرت خلال عامي 2023 و2024، حيث تـمَّ العمل من أجل استملاك جماعي لفكرة الكتابة في موضوع مثل هذا، وتحقيقِ التناغم المنشود داخل عمل مشترك ذي نفَس إبستمولوجي بالغ التركيب والتعقيد، محكوم بهاجس مزدوج: صنعة المؤرخ وإعداد الخلف».
واعتبر بياض أنّه «مُنجز مُوَّجه ليس فقط إلى المؤرخين والباحثين في التاريخ ممن اعتادوا على مثل هذه الإشكاليات أو ممن يرغبون في الاطلاع عليها، وإنما أيضا إلى غير المؤرخين ممن يشتغلون في الآداب والعلوم الإنسانية في المغرب والمغارب، وفي العالم العربي على نحو عام».
وأضاف الطيب بياض بأنّ «متن الكتاب مقسم إلى قسمين اثنين. اشتمل القسم الأول على الاتجاهات المؤسِّسة في الكتابة التاريخية في البلدان والجامعات التي راكمت رصيدا معرفيا ومنهجيا معتبرا، خاصة في أوروبا وأمريكا وأستراليا والهند وتركيا، وهي تنهل في معظمها من الفكر الحداثي الموروث عن فلسفة الأنوار، وحتى من الفكر ما بعد الحداثي. أما القسم الثاني فيعرض مجموعة من التجارب ذات الصلة بالرصيد المذكور، على نحو متماثل. من منطلق السعي إلى أن يلامس القارئ مسارات الباحثين المجدّدين والمنعطفات الإبستيمولوجية التي طرأت على فكرهم».
ففي نظر بيان أنه «في حقل التاريخ، وعلى خلاف الحقول الأخرى، في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، يهتم الدارسون بالتاريخ ويهملون في المقابل المؤرخين. والحال أن تلمُّس تجارب هؤلاء هو الذي يمكِّن، في حالات كثيرة، من فهم التاريخ الذي كتبوه. وجميع المواد المعروضة في القسمين معا متبوعة بلائحة قصيرة من المراجع لتمكين القارئ من تعميق النظر في الموضوع إن هو أراد ذلك».




