وحسب الباحثة فإنّ الهدف من وراء كتابها هذا يتمثل « في مقاربة المدينة المغربية ما بعد الكولونيالية من منظور الفضاء كأداة نقدية وتحليلية. فبعد تمحيص الأدب النقدي حول السينما المغربية والذي كتب بأقلام أجنبية أو مغربية، تبين أن هذا النقد السينمائي مجّد كثيراً فيما يخص القضايا التاريخية والاجتماعية والسياسية، وقد أثرى معرفتنا بهذه السينما. إلاّ أنّ هاجسنا المعرفي والنقدي كان ولا يزال هو توجيه هذه المعرفة نحو المفهوم النقدي وما بعد الكولونيالي للفضاء قصد إعادة صياغة وقراءة الموقف السينمائي الغربي المتمحور عن الآخر والموقف المغربي حول الذات ».
من ثم فإنّ الكتاب « يعتبر مشروعاً واعداً يتجاوز كما أسلفت الذكر البعد التاريخي المهيمن على الكتابات حول السينما المغربية ويؤسس لنقد ما بعد كولونيالي منفتح على بعد أو أبعاد الفضاء. هذه الدراسة المتداخلة الأبعاد ترصد عوالم المدينة وأصواتها وتناقضاتها وتحيلنا على التحوّلات الكبرى التي عرفتها فضاءاتها وثقافتها والتي لا تعد إلا انعكاساً للمتغيّرات المجتمعية في كل فترة من الفترات. فالسينما كما تستكشف هذه الدراسة واكبت مختلف التحولات الكبرى للمجتمع المغرب في مرحلة ما بعد الاستعمار، فكانت بحق مرآة عاكسة لجميع مناحي حياة المغاربة بعد الاستقلال من خلال جملة من التمثلات الفكرية والتمظهرات الهوياتية والطقوس المجتمعية، مروراً إلى جملة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتقاطع ضمنها المرجعيات المحلية مع خصوصيات الظرفية الدولية الشيء الذي جعل السينما قادرة على استشراف ملامح تغيّر اجتماعي ومجتمعي يصدح بلغة الشارع ويسمع صوت الهامش ».