يقول شردودي لـle360 إنّ الملتقى بمثابة أرضٍ خصبة لتبادل الآراء بين الفنانين في حوض البحر الأبيض المتوسّط وطرح بعض القضايا للنقاش من أجل مسايرة التحوّلات التي يشهدها الفنّ المعاصر في العالم، هذا إضافة إلى إمكانية التلاقح الثقافي الذي يُمكن تأسيسه بين التجارب التشكيليّة من أجل خلق ملامح فنّية خاصّة. وقد تمّ اختيار شردودي بناء على ما تحبل به تجربته الفنّية من إبدالات هامّة على المُستوى التقني، سيما حين يتعلّق الأمر بأعماله الأخيرة التي عرضها بالمركز الثقافي الفرنسيّ، والتي تُؤكّد المكانة التي باتت تحتلّها لوحاته داخل النسيج الفنّي المغربيّ، بكلّ ما يحتويه من تجارب وأسماء.
تجدر الإشارة إلى أنّ صاحب ديوان «عداوات يوم واحد» من التجارب القليلة التي تُوازي في تجربتها الإبداعية بين الشعر والتشكيل بعد سلسلة من الدواوين الشعريّة التي كتبها شردودي وقد غدت هويّة جماليّة مُؤثّرة في أعماله التشكيليّة، بعدما حصل على الماجيستير في الآداب واستمرّ في كتابة الشعر بنفس النفس الذي يُمارس فيه التشكيل، فلا غرابة أنْ يجد القارئ لنصوصه الشعريّة بعضاً من التصوير الفنّي وفي أعماله التشكيليّة نفساً شعرياً مُكثّفاً، بقدر ما يتقاطعان داخل اللوحة يلتقيان على مُستوى النقس والتفكير. لهذا فإنّ الزائر لمعارضه التشكيليّة يندهش من وهج الشعر في اللوحة والطريقة التي يغمر بها الضوء والألوان عين المُشاهد، تجعله مُندهشاً من خبطها وجذبها وإيقاعها وهي تتراقص أمامه كأشباح من سراب.