ويُقدّم هذا الكتاب نظرة بانورامية عن مدينة كبيرة في حجم الدارالبيضاء والطريقة التي بها يتم التعامل مع المدينة من الناحية السينمائية وتخييلها. ذلك إنّ مدن من قبيل الدارالبيضاء وطنجة ومراكش قد حظيت بتصوير العديد من الأفلام العالمية والمغربية بسبب الحمولة التاريخيّة التي تجعل هذه المدن مؤثّرة بشوارعها وزخارفها وناسها وذاكرتها مؤثرة في وجدان المُشاهد. غير أنّ الدارالبيضاء تكاد تكون مدينة ذات أثر خاصّ في ذاكرة الأفلام المغربية، بحكم الصورة التي بها تنطبع في الذاكرة. بل إنّ التناقضات الكثيرة للمدينة وتباين مستويات تمثلاتها جعل العديد من المخرجين السينمائيين ينسجون معها علاقة قوامها الإبداع والابتكار. غير أنّ تمثّل كازابلانكا داخل الفيلموغرافيا المغربية يختلف من مخرج إلى آخر بسبب التكوين الثقافي والتأثير الإيديولوجي، مع العلم أنّهما يجتمعان في خاصية واحدة تتمثل في التعامل معها على أساس أنّها المدينة الغول.
يُقدّم الكتاب مقاربة فنية جمالية لا تعني بالنقد والتحليل، بقدر ما يرصد بطريقةٍ بانورامية سيرة المدينة داخل السينما. ورغم صدور الكتاب منذ أسابيع إلاّ أنّ المتتبع لا يرصد أيّ تفاعل معه، ذلك إن قيمة الكتاب تبدو كبيرة من الناحية المعرفية إذْ تُقدّم للباحث معلومات هامّة ورصد ميداني مُثير وقدرة كبيرة على جمع المعلومات والمعطيات وتوليفها داخل نصّ جامع يُقدّم نظرة بانورامية عن مدينة طالما شغلت المؤرخين والمفكرين والمخرجين والفنانين من مختلف بقاع العالم.