وقال لحبيب الداعلي، مدير المهرجان، في تصريح لموقع le360، إن الهدف الأسمى من تنظيم هذه التظاهرة هو السعي لتقريب الشعوب من بعضها واختزال المسافات بين شعوب الأرض على أرض المملكة المعروفة بانفتاحها على شعوب العالم، إضافة إلى النبش في ماضيها داعيا في الوقت نفسه إلى تعلمها وتعليمها للأجيال الناشئة معللا ذلك بالقواسم المشتركة في طريقتها وتيماتها والرسائل التي تبعثها من خلال اللعب.
وقد استمتع جمهور مدينة السمارة مساء أمس الجمعة بألعاب استعراضية كان من ضمنها لعبة « آردوخ » التي تأتي في صلب الثقافة الحساني والتي يرى بعضهم أنها تجد أصلها من اللغة العربية الفصحى وهي كلمة « الرضوخ »، بحيث يحاول خلالها الخصمان أو المتنافسان أن يسقط أحدهما الآخر، مستعملا كل مهاراته الجسدية والرياضية في مشهد لا يخلو من العنف غير المضر ولا المؤذي، حفاظا على جمالية اللعب والروح الرياضية التي يجب أن تكون سيدة الموقف، باعتبار أن الهدف منها هو تمرير دروس في اتجاه الصبر وعدم الاستسلام للخصم.
وخلال الجولة التي قام بها الموقف بين أروقة المهرجان وخيامه التي كانت عبارة عن معارض تقليدية تعريفية بالثقافات المشاركة عموما بما فيها الثقافة الحسانية المغربية من ضمنها لعبة السيگ التي لا يكاد بيت حساني يخلو منها، بحيث تعتمد على أقلام طويلة تصنع من الخشب وتتخذ من التلال الرملية المصغرة التي ترسم عليها جداول لحساب نقط كل فريق، يفضل الصحراويون لعبها في أوقات الفراغ خصوصا خلال السهرات العائلية بشهر رمضان الأبرك في الفترة ما بين صلاة التراويح والسحور.
كما شاركت العديد من الفرق المغربي من مختلف جهات المملكة بما فيها فرقة سيد احماد أوموسى التي أمتعت الجمهور الحساني بالحركات الرياضية البهلوانية التي تتسم بالتناسق والحركات الفنية الجماعية التي لا تخلو من الرموز الصوفية وتناغم الموسيقى التي تصاحب افراد الفرقة التي صفق لها مدينة السمارة، على غرار الألعاب الصوفية والإفريقية الأخرى من السنيغال الشقيقة وجزر القمر.