وفي كلمته، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمّد مهدي بنسعيد على أهمية هذا المهرجان الشعري، باعتباره أفقاً شعرياً يُجسّد العلاقات العميقة التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية، مُشدّداً إلى حاجة الثقافة المغربية لمثل هذه المهرجانات الشعريّة، لكون الشعر يتجاوز دوره الجمالي المقتصر على إعداد النصوص وتدبيج الكلمات وترصيع الصورة والاستيهامات، ليغدو الشعر أفقاً يومياً يطرح أسئلة حقيقية حول حياتنا وعلاقتنا بالواقع والوجود.
وشدّد الوزير، في تصريح صحفي، على دور الدبلوماسية الثقافية ومكانتها المركزية في حياة الأنشطة الثقافية والمهرجانات الفنّية، لأنّها تُساهم بطريقةٍ فعالة في توطيد علاقات المغرب مع محيطه الإفريقي. ونظراً إلى المكانة التي أصبح يلعبها المغرب داخل إفريقيا، فإنّ مثل مهرجان الشعر الإفريقي بالرباط، سيُساهم لا محالة في تقديم صورة ثقافية عن العلاقات التاريخية وستُساهم في بناء مستقبلٍ حقيقي للبلدان الإفريقية.
من جهته، يرى رئيس بيت الشعر مراد القادري بأنّ هذا المهرجان يُعدّ فريداً من نوعه، خاصّة وأنّه ينفتح على قارة عادة ما نسي أدبها وثقافتها وفنونها. والحقيقة أنّ هذا النّسيان الذي طال الشعر الإفريقي مردّه إلى عامل الافتتان الأعمى الذي أصيبت به الثقافة المغربية تجاه الثقافتين الفرنكفونية والأنجلوسكسونية لعوامل تاريخيّة مُرتبطة بالاستعمار أكثر ممّا تُضمره من معرفة وتفكير.
كما اعتبر القادري أنّ هذا المهرجان السنوي سيكون أفقاً شعرياً جديداً يُراهن على الشعر الإفريقي الجديد، ويسعى إلى ترجمة نماذج منه إلى العربيّة على سبيل تقديم نصوصه إلى قراء اللغة العربيّة. كما أكد مراد القادري أنّ مجلة «البيت» التي تصدر عن مؤسسة بيت الشعر، ستفتح ورشة مُهمّة خاصّة بهذا الشعر الإفريقي من خلال دراسات وترجمات ونصوص.
أمّا في كلمته، فقد اعتبر الشاعر السينغالي أمادو لامين صال المُتوّج بجائزة الشعر الإفريقي أنّ محبته للمغرب بدأت منذ فترة شبابه، بعد زيارته للمغرب في كثير من المرات. وشدّد لامين صال على محبته للمغرب وقُدرة المغرب على التفرّد داخل الساحة الإفريقية والعربيّة، بحكم اهتماماته المتواصلة بالشأن الثقافي ودعم الشعراء.
وبعد تسليم الجائزة من طرف وزيرة الثقافة ورئيس بيت الشعر، تم تكريم عدد من الشعراء من المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء وتلت ذلك قراءات شعرية مميزة جمعت ساكنة المدينة داخل فضاء منتزه الحسن الثاني، بحضور ثلّة من الوجوه الثقافة المغربيّة.
