وترأست الأميرة للا حسناء مراسم الافتتاح، التي أقيمت بفضاء باب المكينة التاريخي، وسط حضور شخصيات دبلوماسية وثقافية وطنية ودولية، وجمهور غفير من عشاق الموسيقى الروحية، حيث تابعت حفل الافتتاح الذي تضمن فقرات متتالية، مستوحاة من جمال العالم وتعدد تعبيراته، وجمالية إفريقيا بألوانها المبهرة والساخرة في بعض الأحيان.
العرض الافتتاحي، الذي حمل عنوان « النهضات: من الطبيعة إلى المقدّس »، تميز بطابع بصري وموسيقي متكامل، جمع بين عناصر من الموسيقى الصوفية، والتعبيرات الجسدية، واللوحات الرقمية، وسرديات تمزج بين الذاكرة والرمز، في استحضار لمسارات فكرية وفنية طبعت التاريخ من جامعة القرويين إلى فلورنسا.
وشارك في العرض عدد من الفنانين القادمين من أكثر من 15 بلداً، من ضمنها المغرب، سلطنة عمان، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، السنغال، الكوت ديفوار، بوروندي، وغانا، مما منح الافتتاح بعداً كونيّاً متعدّد الأبعاد، يؤكد على التزام المهرجان بقيم الانفتاح والتعايش والحوار الثقافي.
وفي هذا السياق، عبر عمر البريكي، مشرف فني ومنشد بفرقة « أريج » المشاركة من سلطنة عمان، في تصريحه ل le360، عن مدى فخره وسعادته للمشاركة للمرة الثالثة في هذا المهرجان العريق، الذي كرس في هذه الدورة علاقة الإنسان بطبيعته وبالانسانية، مردفا « اللوحات التي قدمت لا تتطلب أي لغة لكي تترجم، وإنما لغة الروح التي تصل مباشرة إلى القلوب ».
ومن جانبه، أكد ألان ويبر، المدير الفني للمهرجان، في حواره مع le360، أن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يواصل ترسيخ مكانته كتظاهرة ثقافية وروحية مرجعية على الصعيد الدولي، من خلال إبراز تنوع التعبيرات الموسيقية، وإحياء التقاليد الفنية، وفتح آفاق للتفاعل بين الحضارات في فضاء مدينة فاس العريقة، التي تظل حاضنة للتاريخ والتجدد.
وفي ختام هذا الحفل، أشرفت الأميرة على تسليم «جائزة المواهب الشابة روح فاس»، لخريجي المعهد الموسيقي للعاصمة العلمية للمملكة، حيث عادت جائزة البيان والقانون والكمان والعود لكل من إيمان برادة، وهبة أزكار، وزكرياء المبكر، وسعد عناني.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تتواصل إلى غاية 24 ماي الجاري، سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تحتضنها فضاءات باب المكينة وجنان السبيل، بالإضافة إلى عروض مفتوحة للعموم بساحة باب بوجلود، من بينها أداءات لفرقة “أفريكا سبيريت” التي تقدم رقصات تقليدية مثل رقصة “زاوولي” الشهيرة من ساحل العاج.




