شارك في الندوة مجموعة من الباحثين مثل الدكتور الشرقي النصراوي والأستاذ المولودي الحرمودي والأستاذ نور الدين ثلاح وذلك في موضوعات ذات صلة بالتاريخ والتراث. وهي في عمومها تنطلق من فكرة كيفية استثمار تاريخ وتراث مدينة خريبكة وجعل يحتل ناصية كبيرة في الزمن الراهن. على أساس أنّ التاريخ يلعب دوراً كبيراً وبارزاً في تشكيل وعي وهوية المدينة ويجعلها مفتوحة على مختلف تحولات الواقع. ولأنّ مدينة خريبكة من المدن التي تحظى باهتمام الباحثين نظراً لحمولتها التاريخية إلى جانب المناطق المجاورة والدور الذي لعبته بعض القبائل خلال مرحلة الاستعمار. لذلك فإنّ التفكير في مدينة خريبكة تاريخياً يُتيح للمرء معرفة التطوّرات التي عرفتها المدينة في سبيل خلق هويتها الخاصة داخل المدن التي تجاورها.
اعتمد فريق الندوة على مداخلات ذات صلة بالقيم والحدود وتشكيل الوعي المجتمعي والإنساني من خلال التراث الثقافي بخريبكة ومدى انصهار الأبعاد التراثية والوطنية في الكفاح ضد المستعمر. وهي في جوهرها مداخلات ذات قيمة معرفية لأنّها تنظر إلى المدينة وفق زاويتين الأولى مؤسسة على التاريخ والثانية مفتوحة على الحاضر. هذا التمازج بين الماضي والحاضر يُتيح للمستمع إمكانية تكوين صورة عامة عن المدينة ويفهم أعطابها ومآزقها وجمالياتها وقيمتها الحضارية المؤسسة على الرأسمال الرمزي وقيمته في نحت مكانة مخصوصة بالنسبة للمدينة وحاضرها ومستقبلها.