بنسعيد: المغرب منخرط على نطاق واسع في خلق صناعات ثقافية وإبداعية قوية

DR

في 12/05/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 12/05/2024 على الساعة 09:00

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، الجمعة بمكناس، أن المغرب منخرط على نطاق واسع في خلق صناعات ثقافية وإبداعية قوية وتنافسية.

وقال بنسعيد، في كلمة في افتتاح فعاليات الدورة ال22 للمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، إنه وبعد 22 سنة من تأسيس المهرجان « ينخرط المغرب على نطاق واسع في خلق صناعات ثقافية وإبداعية قوية وتنافسية: السينما، الموسيقى، مهرجانات، تصميم، موضة، في جميع الميادين، وتشمل جميع الأصناف الفنية ».

وأوضح الوزير أنه « تتم هيكلة المنظومات الواحدة تلو الأخرى، كما تتم تعبئة مهاراتنا ومواهبنا في جميع أنحاء العالم، وقد بدأنا بالفعل في تلمس أولى النجاحات: في الموسيقى وفي السينما، فالمغرب يعتبر اليوم أحد المنصات الإفريقية الرائدة في مجال الإبداع».

وتابع مهدي بنسعيد « من خلال الاحتفاء بالذكرى ال22 لتأسيسه يحتفي المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس بالمثابرة والروح الريادية ونجاح الرؤية. ففي 2002 عندما استقبل المهرجان في نسخته الأولى الجمهور المكناسي، كان ي مكن أن ي نظر إلى المبادرة على أنها « متهورة وفي غير محلها »، على اعتبار أن فيلم التحريك كان يعتبر منتجا مستورد فقط واستهلاكيا أيضا. الاستهلاك السلبي».

وسجل أنه من أجل تحقيق الطموح المغربي، « تطلب الأمر مبادرات على شاكلة المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، لاسيما أن هذا المهرجان راهن على الصناعات الثقافية والإبداعية التي تجمع بين استقلالية الفنان وعقلانية الإنتاج الاقتصادي، وفيلم التحريك أبرز مثال على ذلك، مشيرا إلى أن المهرجان راهن أيضا على الشباب والطفولة ».

وبحسب بنسعيد فإنه « لا وجود لثقافة حية لا تنشغل بأحلام الشباب وخيالهم، وقوتهم وسذاجتهم »، معربا عن يقينه من أن مفتاح نجاح الصناعة الثقافية والإبداعية يكمن في الارتباط الوثيق بين الشباب والثقافة.

وتوقف الوزير عند التظاهرة الهامة التي تترجم هذه الدينامية، مشيرا إلى المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب الذي نظم في نونبر الماضي بالدار البيضاء، والمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي افتتح الخميس، والنسخة الأولى من معرض المغرب لصناعة الالعاب الإلكترونية الذي سيفتح أبوابه قريبا في وجه جمهور الرباط.

وأضاف بنسعيد « الأبطال الخارقون الأمريكيون، والمانجا والانمي الآسيويون، والقصص المصورة الأوروبية، أصبحوا الآن في قلب مشهدنا الثقافي، ويمدون يدهم للمبدعين المغاربة: كتاب السيناريو ورسامي الكاريكاتير ومصممي الفيديو، في ارتفاع متزايد لتقديم إنتاج محلي للجمهور المغربي ».

وأكد الوزير أنه « بفضل مبادرات من قبيل المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، تمكنا من تجاوز مرحلة الاستهلاك السلبي للصور الأجنبية، حيث أصبح المغرب اليوم منتجا، وسيسير على هذا النحو بشكل أكبر مستقبلا ».

وخلص إلى « وجود تعدد في المخيلات، وضمنها المخيال الإفريقي الذي لطالما تم تهميشه ، وكذا القدرة على جعل إنتاج الأفلام والصور عالما خاليا من الاحتكار، ومتجذرا في الخيال المشترك للإنسانية ».

واختارت نسخة سنة 2024 من المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، الاحتفاء بسينما التحريك الإيطالية بعد الاحتفاء في النسخ السابقة بهذا اللون السينمائي بكل من اليابان وروسيا وإسبانيا.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مؤسسة عائشة ماردوشي ديفيكو أن هذه التظاهرة السينمائية المنفتحة على العالم ينتظرها المكناسيون والمغاربة بشغف، مضيفا أن المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس أصبح بمرور السنين فضاء متميزا للقاء بين المهنيين والمنشطين والخريجين الشباب المنتمين مدارس الفن والسمعي البصري.

كما أشاد باختيار دورة هذه السنة الاحتفاء بسينما التحريك الإيطالية بتسليط الضوء على غناها الفني وإبداعها، مضيفا أن المنتدى الثالث لمهن سينما التحريك بالمغرب، الذي افتتح صباح الجمعة، مفتوح لأول مرة في وجه المشاركين الأفارقة والعرب.

من جهتها، أفادت إينا بوانت نائبة المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب ونائبة مستشارة التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالمغرب، بأنه بعد 22 سنة من العمل الجاد،، استطاع المهرجان الدولي لسينما التحريك فرض نفسه كموعد لا محيد عنه بالنسبة لسينما التحريك بالمغرب وبالقارة الإفريقية.

وتابعت أنه بالنسبة للمعهد الفرنسي فإن « المهرجان يستجيب لعدة أهداف توجد في صلب مهامنا »، ضمنها النهوض بالثقافة السينمائية لدى الشباب والتحسيس برهانات المستقبل كالتنمية المستدامة »، مشيرة إلى تقديم 22 عرضا بالمدارس هذه السنة.

وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة بتكريم حميد السملالي قيدوم سينما التحريك بالمغرب، والمخرج الأمريكي المستقل بيل بليمبتون.

وأكد المنظمون أن تكريم حميد السملالي يشكل « لحظة اعتراف رائعة لهذا الفنان الذي كرس نفسه كرائد في هذا النوع من الفن في المغرب، كما ترك بصمة أيضا في تاريخ الإعلانات بالمغرب.

بدوره، يملك المخرج الأميركي المستقل بيل بليمتون سجلا زاخرا، حيث و لد في بورتلاند قبل الانضمام إلى كلية الفنون البصرية بنيويورك، وأنتج العدد من الأفلام القصيرة الناجحة، على غرار « 25 طريقة للإقلاع عن التدخين »، « بليمبتونز »، « الكلب الحارس ». كما كتب مجموعة من الأفلام الطويلة، منها « ذا تيون »، « المخلوقات المتحولة »، « شعر هاي »، « الأغبياء والملائكة».

وتشهد هذه النسخة من المهرجان الدولي لسينما التحريك، مشاركة عشرة أفلام قصيرة في المسابقة الرسمية.

تحرير من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء
في 12/05/2024 على الساعة 09:00, تحديث بتاريخ 12/05/2024 على الساعة 09:00