ويعد محمد خير الدين أحد أشهر الروائيين المغاربة في القرن العشرين. ذلك إنّ شهرته اخترقت الآفاق ونسجت علاقات قوية مع كبار الفلاسفة والروائيين في العالم، بل إنّ الآخر الغربي لا يحتفظ في ذاكرته من الأدب المغربي إلاّ بمحمد خير الدين، كواحد من الكتاب اللامعين الذين تميزوا بأسلوب أدبي مذهل، يمزج بين السيرة الشخصية وميكانيزمات حداثة الكتابة الأدبية الغربية. ويأتي هذا الاهتمام بأدب صاحب « أكادير » وعياً من الدار بقيمة هذا الرجل ومكانته البارزة في الأدب العالمي، ناهيك عن كون تجميع مؤلفاته واصدارها دفعة واحدة بإمكانه أنْ يعطي للقارئ مساحة للتفكير في خصوصيات الكتابة لديه وقدرته على طرح موضوعات وقضايا وإشكالات ذات صلة بالثقافة العربية. واختارت دار النشر الفينك أنْ تُعي نشر مؤلفات من قبيل « أكادير » و »أنا الحادّ الطباع » و« النباش » و »رائحة المانتيك » و »حياة وحلم وشعب دائم التيهان » و »أسطورة وحياة أكوكنشيش » و »كان يا مكان ».
تسعى مؤلفات محمد خير الدين إلى إعادة توطيد أسس العلاقة مع الأجيال الجديدة من القراء، خاصّة وأنّ كتابات خير الدين بدت وكأنها نُسيت تماماً من المشهد الأدبي المغاربي، في وقتٍ تحبل به الثقافة المغربية في الآونة الأخيرة بأعمال باهتة لا تحقق أي متعة أو تفكير بالنسبة للقارئ. من ثمّ فإنّ إعادة اصدار مؤلفاته يكون عبارة عن ترميم لذاكرة جسد طالما شغل بنصوصه المختلفة راه الثقافة الغربية المعاصرة.