يعد المخرج محمد الشريف الطريبق ن التجارب السينمائية المذهلة التي استطاعت أنْ تؤسس لها مساراً سينمائياً واعياً، بعيداً عن أيّ تنميطٍ بصريّ أو استلاب غربي يجعل صاحب « زمن الرفاق » يصبح نسخة مصغرة عن تجارب فرنسية وأمريكية. بل إنّ الطريبق حاول في مجمل أفلامه أنْ تكون أفلامه ذات نبرةٍ خاصّة. إذْ رغم اشتباكها مع قضايا تتعلّق بالسياسية والمجتمع، إلاّ أنّها تبدو في تجلياتها الفكرية مُنطلقة أساساً من نزعةٍ ذاتية. فهذا التملّك للفكرة وجعلها تنساب هادئة من شغاف الجسد يُميّز سينما محمّد الشريف الطريبق ويجعلها سينما تبحث عن الاختلاف والمغايرة.
إلى جانب الاحتفاء الكبير الذي حظي به «أفراح صغيرة» يبق فيلمه السينمائي «زمن الرفاق» أهم الأعمال السينمائية في تجربة الطريبق. ذلك إنّ الفيلم عمل على وضع تشريح دقيق لليسار داخل الجامعة من خلال قصّة حبّ بين طالب وطالبة. ومع كلّ مشهدٍ من الفيلم يشعر المُشاهد أنّ الأمر لا يتعلّق بقصّة حب، وإنّما بسيرة فكريّة وإيديولوجية حاول من خلالها الطريبق بشكل سينمائي مذهل رصد أفول اليسار ومنظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وإلى حد الساعة ما يزال من هذا الفيلم من الأفلام النوعية والجريئة التي لامست موضوعاً سياسياً دون أنْ تتخلّى عن اللمسة السينمائية، ورغم أنّ الفيلم لم يحظى بجوائز كثيرة، إلاّ أنه ما يزال إلى حد اليوم يُشاهد، لأنّه غدا بمثابة وثيقة بصرية ترصد فترة هامّة من تاريخ الجامعة المغربية.