تنتمي فاطمة خير إلى الوجوه الفنية التي طبعت الساحة السينمائية بالمغرب. ذلك إنّ سيرتها الفنية غنية من ناحية الكم وأصيلة من ناحية النوعية، فهي ذات تجربة فنية متعددة وتتوزع بين المسرح والسينما والتلفزيون، بما جعلها من التجارب الرائدة التي تحرص في كل عمل فني جديد لها أنْ تقدّم شيئاً مميزاً. ولا شك أنّ المشاهد لعدد من أفلامها ومسلسلاتها تتبدى لديه حجم الإمكانات التي تحبل بها صاحبة « القسم رقم 8″ في تقديم أداء مميز يغوص في الشخصية ويسبر أغوارها انطلاقاً من الجسد. وإلى جانب أعمالها الفنية، برزت فاطمة خير في السنوات الأخيرة كواحدة من الوجوه الفنية التي اقتحمت مجال السياسة، حيث تسعى داخل قبة البرلمان أنْ تكون صوت عدد من الفنانين من أجل مناقشة قضايا فنية وثقافية ذات صلة بالواقع الفني بالمغرب.
اختيار مهرجان السينما المستقلة تكريم صاحبة « خلخال الباتول » نابعٌ من إيمانه بمثل هذه التجارب الصامتة في تعاملها والبارزة في أدائها الفني وذلك من أجل إعادة التفكير فيما قدمته هذه التجارب للساحة الفنية في وقتٍ ينسحب فيه الفن الأصيل إلى الوراء، مفسحاً المجال لأشكال فنية مرتبكة تقدم على أساس أنها فنّ. مع العلم، أنّ الكثير من الأشياء تحتاج إلى مراجعة نقدية حول ساحة فنية يكثر فيها الجدل ويتراجع فيه الفن الذي يشجع الناس على التفكير.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا