تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدّم رؤية مختلف في موضوع الصحراء المغربية وذلك لكونه يدرس إمارة المؤمنين وتطوّرها وفق عناصر علمية محدّدة ترتبط بالفقه والتصوف والتاريخ. ذلك إنّ هذا التأسيس المعرفي له قيمة من ناحية ضبط المفاهيم وموضعتها داخل السياق التاريخي المناسب، بغية توضيح السياق الذي تمت فيه بيعة العديد من علماء الصحراء للسلاطين العلويين خلال مراحل مختلفة من نظام الحكم. فهذه النظرة المختلفة للنّظر في الموضوع، تجعل الدراسة مختلفة وتنأى بنفسها عن كل الأبحاث والدراسات التي كُتبت حول الصحراء المغربية وفق طرق مختلفة من الدراسة والتحليل.
وحسب مقتطف من بيعة أهل الصحراء المغربية لأمير المؤمين الملك محمد السادس نقرأ « إنّ سكان الصحراء المغربية الذين عرفوا بوفاتهم وإخلاصهم وتشبثهم بالبيعة لملوك المغرب منذ عهد مولاي إدريس الأوّل إلى عهد الدولة العلوية الشريفة التي حمت ثغور المغرب من تسلل العدو ونشرت الإسلام ودافعت عن الوطن ووحدته رغم كيد الكائدين وتأمر المتآمرين، إن هؤلاء السكان الذين خدموا أوائلكم بكل تفان من عهد مولاي إسماعيل ومولانا الحسن الأوّل وجدكم محمد الخامس ووالدكم المنعم رحمة الله سيبقون على ذلك المنهج المستقيم.. ».
يضيف نص البيعة « مما زاد أبناء الصحراء اعتزازاً وفخراً بمغربيتهم المتأصلة في جذور أعماق التاريخ هو أنهم لم تبق قبيلة ولا زاوية من أبناء صحرائنا إلا ولها ظهائر مولوية مباشرة منذ فجر الدولة العلوية المتبقية إلى اليوم تبرز مكانتهم عند العرش العلوي المجيد والجالس عليه.. ».



