وحسب بلاغ للمنظمين، فإن لجنة التحكيم ستمنح النجمة الذهبية لواحد من بين 14 فيلما طويلا، تعد بمثابة الفيلم الأول أو الثاني لمخرجيها، والتي تشارك في المسابقة الدولية المخصصة لاكتشاف سينمائيي العالم.
ونقل المصدر ذاته عن توماس فينتربيرغ قوله: « إن رئاسة لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تعد بالنسبة لي امتيازا وشرفا عظيمين. في عالم اليوم الذي يعيش تغيرات مستمرة ويشهد انقسامات على نحو متزايد، تفتح مهرجانات، من قبيل مهرجان مراكش، نافذة مهمة على مجموعة واسعة من الثقافات »، مبرزا أن « الأفلام تستطيع أن تصف ما لا يمكن تفسيره، وهي بذلك تجعلنا ندرك ما لا يمكن قبوله. في وقتنا الحاضر، ثمة العديد من الأشياء التي نحن في حاجة ماسة لكي نفهمها ».
وأضاف البلاغ أن توماس فينتربيرغ، ومنذ التحاقه اللافت بالساحة السينمائية الدولية من خلال فيلم « الاحتفال » (1998)، الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في مهرجان « كان » السينمائي الدولي وهو لم يتجاوز بعد سن الثامنة والعشرين، أصبح واحدا من أشهر المخرجين الأوربيين وأكثرهم نجاحا في الوقت الحاضر، مسجلا أنه " وقع على عمل مفعم بالجرأة لا يتردد في مساءلة الجوانب المظلمة لحياة الإنسان وتسليط الضوء عليها، فتفوق في إعادة تجديد نفسه، وفي إحداث المفاجأة في كل فيلم من أفلامه ».
ويعتبر توماس فينتربيرغ، المزداد في 19 ماي 1969، ويقيم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، أول سينمائي دنماركي يرشح لجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه « جولة أخرى » (2020)، ثم فاز بعد ذلك بجائزة الأوسكار، وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، وجائزة سيزار، وأربع جوائز للفيلم الأوربي عن هذه الدراما التي حققت نجاحا باهرا، والتي شارك بها في مهرجان « كان »، قبل أن يتم اختيارها في مسابقتي مهرجاني تورونتو وسان سيباستيان.
ودرس توماس فينتربيرغ الفن السابع في المعهد الوطني للسينما بالدنمارك. وفي سنة 1993، حصل فيلم تخرجه « الجولة الأخيرة » على العديد من الجوائز، وعلى ترشح لنيل جائزة أوسكار الطلبة. ثم فاز فيلمه القصير « الطفل الذي مشى إلى الخلف » (1995) بالعديد من جوائز الجمهور، أبرزها خلال مشاركته في مهرجان كليرمون فيرون. وبعدها بسنة واحدة، أخرج فيلمه الطويل الأول « الأبطال » (1996).
وفي سنة 1995، كتب توماس فينتربيرغ ولارس فون ترير عريضة حركة « دوغما 95″. وفي سنة 1998، أخرج فينتربيرغ فيلم « الاحتفال »، أول أفلام هذه الحركة الذي نال عنه، بالإضافة إلى تتويجه في مهرجان « كان »، جائزة فاسبيندر للفيلم الأوربي، التي تمنحها أكاديمية السينما الأوربية، وجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية من دائرة نقاد السينما في لوس أنجلوس، ومن دائرة نقاد السينما في نيويورك، إضافة إلى العديد من الجوائز الأخرى عبر العالم.
وفي عام 2008، حظي فينتربيرغ وفون ترير، إلى جانب رفيقيهما في حركة دوغما، كريستيان ليفرينغ وسورين كراج جاكوبسن، بالجائزة الفخرية للسينما الأوربية في حفل توزيع جوائز الفيلم الأوربي، وذلك عن إسهاماتهم الأوربية المتميزة في السينما العالمية.
بعد ذلك، أخرج فينتربيرغ فيلمين ناطقين باللغة الإنجليزية حظيا باستحسان كبير من لدن النقاد، هما " كل شيء عن الحب » (2003)، من بطولة خواكين فينيكس، كلير دانيس وشون بين، و »ويندي العزيز » (2005) الذي كتبه لارس فون ترير ولعب فيه دور البطولة جيمي بيل.
وفي سنة 2007، عاد للإخراج بلغته الأصلية من خلال فيلم « عندما يعود الرجل إلى المنزل »، أتبعه بفيلم « سوبمارينو » (2010) الذي تم اختياره للمشاركة في مهرجان برلين، ونال عنه جائزة أفضل فيلم من المجلس الشمالي للسينما.
وفي سنة 2012، أخرج فينتربيرغ فيلم « الصيد »، من بطولة مادس ميكلسن، الذي ترشح لجائزة الأوسكار وجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي، كما فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز السينما المستقلة البريطانية، وحصل عنه مادس ميكلسن على جائزة أفضل ممثل في مهرجان « كان ».
وفي سنة 2015، أخرج فيلم « بعيدا عن الحشد الصاخب » من بطولة كاري موليجان، ماتياس شونارتس ومايكل شين. وفي سنة 2016، كتب وأخرج فيلم « مجتمع محلي »، الذي فاز بجائزة الفيلم الأوروبي وجائزة المهرجان الدولي للفيلم بفيلنيوس، كما نالت ترين ديرهولم عن دورها في هذا الفيلم جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة في مهرجان برلين.
وقام توماس فينتربيرغ أيضا بكتابة وإخراج العديد من الأعمال المسرحية للمسرح الوطني بورغ في العاصمة النمساوية فيينا، والتي لقيت إشادة كبيرة من قبل النقاد، وعرضت أمام أعداد قياسية من الجماهير في مسارح بشبابيك مغلقة في جميع أنحاء أوروبا . كما قام بإخراج مقاطع فيديو لفرق موسيقية عالمية مثل « بلور » و« ميتاليكا ».