وحسب بلاغ توصل le360، فإن الصالون الثقافي المغربي الألماني عرف مشاركة أكاديميين وباحثين من المغرب وألمانيا، وذلك في إطار الشراكة والتعاون التي يعمل المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث على تعزيزها مع مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ الألمانية.
وعرف الصالون الثقافي المغربي الألماني، حضور خليفة ايت الشايب، القنصل العام للمملكة المغربية بالخارج، والمهدي بنور مدير الخطوط الملكية المغربية، وعددا من الأكاديميين والباحثين والمهندسين ورجال الأعمال وفاعلين في المجتمع المدني ومدرسات للغة العربية، كما عرف حضور الجيل الأول والثاني والثالث.
وفي كلمة افتتاحية أكد هشام عبيدي الباحث في الهجرة والتربية ورئيس مختبر دراسات الثقافة والهجرة بالمعهد المغربي الألماني، على دور المعهد كمؤسسة أكاديمية علمية في تنظيم مثل هذه اللقاءات وبشراكة اكاديمية مع جامعات ألمانية ومغربية، لمناقشة قضايا ترتبط بالهوية والهجرة و الانتماء كما أعلن عن أول إصدار للمعهد لهذه السنة وهو كتاب باللغة الفرنسية للباحث في التاريخ والهجرة سعيد شرشيرة تحت عنوان : ولادة أمل، المواطنون المغاربة بالخارج، وهو كتاب يتناول ولادة الأمل عند الجالية المغربية بالخارج بعد الخطابات الملكية السامية التي خص بها مغاربة العالم.
وفي كلمة ألقاها خليفة آيت الشايب القنصل العام بفرانكفورت، على قيمة مناقشة هذه القضايا التي راهنيتها في السياق الاوروبي بشكل عام وفي السياق الألماني بشكل خاص، كما أبدى استعداد القنصلية إلى الوقوف إلى جانب هذه المبادرات، وانفتاحها على كل المبادرات، كما دعا إلى ضرورة التشبيك بين كل الفاعلين على المستويات المختلفة، سواء في الجانب الرياضي، الاقتصادي، الثقافي أو الاجتماعي.
وفي مداخلته التي ألقاها في موضوع الهوية، أكد الدكتور عاصم حفني، المستشار الأكاديمي والمحاضر في الدراسات الاسلامية والعربية في مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ الألمانية، على أن الجالية المغربية في ألمانيا، جالية متفردة وناجحة، ونموذج طيب لما يجب ان تكون عليه الجاليات العربية في ألمانيا، كما أكد على أنه إن كان هناك امل في الامة العربية ان تنهض، فسيكون ذلك عبر بوابة المغرب الشقيق ليس في الجانب الثقافي فقط، بل في الجانب الاقتصادي ، التقني وجانب التعايش أيضا.
كما أكدت الدكتورة العالية ماء العينين، الكاتبة والناقدة وأستاذة الأدب الأندلسي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط والباحثة في الثقافة الصحراوية، على العلاقة بين الأسس الثلاثة التي ركز عليها عنوان الصالون والحاضرة في ديبات دستور 2011، أولها ديني وطني و ثانيها خصوصيات ومكونات المجتمع المغربي وثالثها الانتماء إلى الإنسانية، كما أكدت على ضرورة المحافظة على انسان هذه الأسس الثلاثة لأهميتها في وحدتها وتنوعها من جهة وبين الذات والآخر من جهة أخرى.
كما دعت الدكتورة ماء العينين إلى ضرورة الاقتناع بأن هناك فرقا بين توظيف المكون الثقافي والاستفادة الحقيقية منه، لبناء تنمية حقيقية مستدامة. بمعنى، أن يكون هناك استيعابا حقيقيا لدور الثقافة في التنمية، وليس مجرد تيار ننجرف وراءه لأننا لا نملك القدرة على مواجهته، كما أكدت على قيمة توثيق الذاكرة المهجرية والاهتمام بها، وتشجيع البحث الأكاديمي والعلمي في هذا المجال.
من جهته أكد الباحث وخطيب الجمعة بالسجون الألمانية عبدالعزيز بعوش على دور المساجد في ألمانيا، وقيمة الخطاب الديني والهوية الدينية منطلقا من المساجد في فترة الهجرة الأولى إلى ألمانيا مع الجيل العمال المغاربة، و تطورها عبر السنوات. كما ركز على التدين المغربي المعتدل و اهميته خصوصا بالنسبة للشباب المسلم في ألمانيا.
أما ناديا يقين الإعلامية والباحثة في قضايا المرأة والهجرة و الذاكرة، فقد اكدت على أن البحث في سر ارتباط الجيل الثاني والثالث من مغاربة العالم بالوطن، لا يمكن أن يتم إلا بالعودة إلى الجيل الأول واستدعاء ذاكرتهم والتعرف على ظروف هجرتهم وطرق تدبيرها وتحديات اندماجهم، وبالخصوص النساء، وذلك من منطلق كون الأم مورثة للثقافة والهوية والمسؤولة الأولى على التنشئة الاجتماعية، كما دعت يقين التي تشتغل على الذاكرة المهجرية في ألمانيا إلى الاهتمام بهذا الجيل وتدوين ذاكرته كوثيقة ذات قيمة للتاريخ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي أيضا، كما دعت إلى تعزيز وجود المغرب أو ذاكرة الوطن في ذاكرة الاطفال من الجيل الثالث والرابع من خلال خلق برامج تراعي مختلف الأعمار.