في التقديم الذي وضعه الناشر للكتاب، فهو «عبارة عن سيرة ذاتية لأحداث وشخصيات من القرن العشرين. يعكس الكاتب فيها تجاربه الخاصة، حيث يسرد حياة مليئة بالتفاصيل الإنسانية العميقة والألم والنجاح والتغلب على الصعوبات. يعبر النص عن رحلة إنسانية مليئة بالحب والتضحيات ويغوص في ذكريات الكاتب عن العائلة والوطن والآمال التي أثرت في تشكيل حياته». ويُعد صاحب رواية «العريس» واحداً من الأدباء المغاربة الذين قدّموا مجموعة من الأعمال الأدبيّة الهامّة التي تُقدّم رؤية أصيلة للمجتمع وتكشف عن الكثير من نتوءاته وأعطابه خلال مرحلةٍ تاريخيّة هامّة ما يزال جرحها لم يندمل بعد. ورغم انصراف صلاح الوديع إلى الكتابة عن المجتمع انطلاقاً من المدخل الأدبي، إلاّ أنّ أعماله الأدبيّة تعطي الانطباع بأنّ الكاتب لم يكتب إلاّ سيرته الذاتية وحاول أنْ يُوزّعها شعراً ورواية.
وتتميّز كتابات الوديع بقوّتها الجمالية وقدرتها على النفاذ إلى عمق المجتمع انطلاقاً مما تعيشه ذاته. كما أسعفه العبور من الشعر إلى الرواية إلى تكسير حدّة الأجناس الأدبيّة وجعل ذاته تعيش نوعاً من الحرية الأدبيّة في عملية اقتناص المعنى. وقد زاد كتاباته عمقاً مدى معرفته بالواقع السياسي في علاقته بالمجتمع، باعتباره شاهداً حقيقياً على مراحل عصيبة عاشها المغرب منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين. فقيمة كتابه الجديد تأتي من كونه يعطي للقارئ نبذة عن سيرة ذاتية نقرأ فيها تحوّلات صراع قائم منذ سنوات بين الحداثة بمختلف تمظهراته السياسية والاجتماعية والثقافية وبين فئة جعلت من التقليد أفقاً للتفكير.