تأتي قيمة الكتاب في كونه يطرح قضية أساسية ومركزية ذات صلة بالتراث المغربي. ذلك إنّ قيمة التراث المخطوط تبدو أساسية بالنسبة لبلدٍ تاريخي مثل المغرب. سيما وأنّ هذا الأخير يتوفر على العديد من المخطوطات التي تحتاج إلى اكتشافها وإعادة قراءتها من لدن باحثين يتوفرون على العدّة المعرفية لتفكيكها وإظهار ما تحبل به من أفكار ومواقف وتمثّلات ذات صلة بالتاريخ المحلي لبعض المناطق المغربية. كما أنّ المغرب يُعد في طليعة البلدان العربية التي تُعنى بتراثها سواء المادي أو اللامادي. بل إنّ النظام الثقافي يقوم على سياسة تروم الاعتناء بالتراث وحفظه وتثمينه، على أساس أنّ الموروث الثقافي لا يرتبط فقط بالماضي، وإنّما له أيضاً علاقة بالحاضر والمستقبل. وقد فطنت الجهة الوصية على التراث بقوة هذا البعد المستقبلي للرأسمال الرمزي، فحرصت على حفظه وتثمينه وإبراز معالمه.
يقول جامع بيضا في تقديمه لهذا الكتاب « لا يجادل إلا جاحد أو معاند في كون التراث المخطوط، يعتبر لبنة أساسية في صرح ذاكرة العالم ولم يزده ظهور المطبعة والمطبوعات إلا قيمة. ذلك أن المخطوط يبقى هو الأصل الذي لا مناص من الرجوع إليه للتأكد من المعلومة وتصحيحها عند الحاجة. فلا ضرر إذ أن نلاحظ اهتمام المجتمعات المتقدمة بالبحث عن المخطوطات وصرف الأموال الطائلة في اقتنائها وترميمها وصيانتها، فهي الحاضنة الموثوقة لكل أصناف المعرفة الإنسانية، بل إن النوادر منها أصبحت اليوم تصنف تراثاً وثائقياً عالمياً من لدن اليونسكو بعد أن يعتكف الخبراء على تقييمها حسب معايير دقيقة ».