تأتي قيمة هذا المؤتمر العلمي في كونه يتذكّر أحد أبرز الأسماء في تاريخ المغرب الحديث. ذلك إنّ قيمته الفكريّة والأدبيّة خلال المرحلة التي عاش فيها تبقى هامّة، على الرغم من البعد التقليدي الذي وسم كتاباته، بسبب عوامل ترتبط بالتنشئة والتكوين. وهي عناصر مهمة ومحددة بالنسبة لمسار أي شخصية ثقافية أو فكرية. ذلك إنّ مثل هذه العناصر تظلّ ذات قيمة كبيرة وتلعب دوراً مؤثراً في عملية شحذ شخصية المثقف ودفعه إلى الاهتمام بموضوعات وقضايا وإشكالات دون أخرى. على هذا الأساس، فإنّ مثل هذه المؤتمرات تُسلّط الضوء على مثل هذه الشخصيات الفكرية التي طبعت تاريخ المغرب الحديث وكتبت عنه وأثارت الجدل بما كتبته وناقشته وفكّرت به. خاصّة حين يتعلّق الأمر بشخصية فريدة مثل عبد الله كنون بكل ما قدّمته من مؤلفات علمية تجاوزت الـ 20 مؤلفاً في مجالات مختلفة بين الآداب والفكر.
يعتبر كتاب « النبوغ المغربي » أحد أبرز مؤلفات كنون. ذلك إنّ هذا الكتاب اخترقت شهرته الآفاق في اللحظة التي كُتب فيها. بل إنّه استطاع أن يجد لنفسه مكانة كبيرة داخل الأجيال الجديدة بحكم الطابع التاريخي الذي يظلّل سيرة هذا الكتاب. رصد كنون في « النبوغ المغربي » مختلف مظاهر الحياة الفكرية والأدبيّة بالمغرب، إذْ يعطي فيه كنون للمنج التاريخي قيمة كبيرة في فهم واستيعاب مظاهر النهضة الفكرية والأدبيّة لتي مر منها المغرب. على هذا الأساس، استطاع عبد الله كنون أنْ يُقدّم عبر 3 مجلّدات صورة الممارسة الأدبيّة والفكرية، حيث يُمتزج فيه العلم بالأدب والتاريخ بالسياسة.




