مكتبة آل سعود تُنظّم معرضاً حول تاريخ ومعمار المساجد

مسجد الحسن الثاني

مسجد الحسن الثاني

في 07/04/2023 على الساعة 09:30, تحديث بتاريخ 07/04/2023 على الساعة 09:30

تنظم مؤسسة مكتبة آل سعود، طيلة شهر أبريل 2023 معرضاً لكتب مختارة من رصيدها الوثائقي، تبرز التاريخ المادي والثقافي والمعماري لمساجد المغرب الكبير والأندلس.

ويأتي هذا المعرض، بحكم ما غدت تزخر به المكتبات من مؤلّفاتٍ خاصّة تُعنى بتاريخ وهندسة المساجد، وإنْ كان الاهتمام بهذا الموضوع شحيحاً داخل الجامعات المغربيّة. إذْ لا يعثر الباحث داخل شعب التاريخ والحضارة على درس عمارة المساجد، بوصفها مُكوّناً أساسياً من نسيج الفنّ الإسلامي المُنتشر منذ ما قبل العصر الوسيط ببلاد المغرب الأقصى(المغرب حالياً).

هذا الأمر، يُضمر طبيعة التصدّع الذي يعرفه الدرس الجمالي داخل مجال الكتابة التاريخيّة، لكونها ما تزال تتعامل مع الجانب المعماري، بوصفه دخيلاً على معرفتها وميكانيزماتها. بل إنّ المرء لا يعثر على مراجع كثيرةٍ خاصّة داخل المكتبة المغربيّة، وهذا أحد مطبّات الكتابة التاريخيّة المعاصرة التي لم تنفتح على باقي المعارف والعلوم والفنون من أجل إغناء تخصّصها.

وحسب المكتبة، أنّه « على مر تاريخ الدول المغاربية، كان « المسجد » منتصِبا بمركز المدينة، مشكِّلا بموقعه وأدواره نقطة الالتقاء، وناطِقا بصوت الإجماع، ومَرْكَزا دائما للإشعاع الديني والاجتماعي »

كما اعتبر البيان، أنّ المغرب الكبير يتميز، « بامتداده الحضاري نحو الأندلس وإفريقيا، بتراث معماري أصيل تجلّى في أشكال البيوت، والقصور، والمساجد التي تطبَع ساحاتها وصوامعها ومحاريبها أساليب متفردة تفاعَلَت فيها عناصر مشرقية ومغربية وأخرى أوروبية ورومانية، حتى سمي أحدها بالفن المدجّن ».

إن هذا التراكم الفني الذي يمِّيز العمارة الدينية المغاربية ليس إلا نتيجة للتلاقح الحضاري الذي عرفَته المنطقة، وهو شاهِدٌ على المحطات التاريخية التي عَبَرَها المسجد في هذه الرقعة الجغرافية.

هذا وقد تعدَّدَت أشكال المساجد وخصائصها: من « المسجد الأعظم » أو « الجامع الكبير » الذي تنافَسَت على التفنّن في عِمارته وإثراء خِزاناتِه وتحبيس أملاكه الدوَلُ المتعاقبة على حكم المغرب، إلى المساجد الأثرية التي تُتَّخَذ مصدرا للبحث التاريخي، نحو مساجد الأندلس التي ما زالَت تستدعي خبرة الأركيولوجيا الإسبانية إلى حدود اليوم..

وحسب الجهة المُنظّمة، فقد « تنوّعَت أشكال تدبير المسجد من رعاية « فقيه الشرط » إلى التدبير القانوني باعتباره « مؤسسة » ضمن بنية الدولة الحديثة. وفي كل الأحوال، كان المسجد -ومازال- شاهدا على المذاهب العقدية والفقهية والقِوى السياسية التي وُجِدت بالأندلس والمغرب الكبير، لكل منها نمط فني خاص في زخارفه ونقوشه وكتاباته الأثرية. فهناك مساجد فرق الإباضية ومذهب الحنفية ومساجد الدولة الحسينية والعثمانية بتونس والجزائر وليبيا. أما بقرطبة فهناك المسجد-الكنيسة، الذي حافظ على وظيفته التعبدية وتراثه المادي حتى بعد تراجع النفوذ الإسلامي بالأندلس ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 07/04/2023 على الساعة 09:30, تحديث بتاريخ 07/04/2023 على الساعة 09:30