يشارك في اللقاء كل من أحمد المسعودي وعبد الخالق النجمي بينما يُسيّر اللقاء عبد النور مزين، وذلك من أجل تقديم قراءات نقدية في الرواية وفك ميكانيزماتها. بحيث أن القراءة النقدية دائماً ما تبني عوالمها في ذهنية القارئ، بل تساعده على بناء أفق ثقافي مغاير من الانطباع الشخصي. وحسب تقديم العمل، فإنّنا لسنا أمام « رواية فحسب، من حيث أحداث يقوم بها أشخاص في رقعة جغرافية ما وزمن ما، بل هي إضافة إلى ذلك كتاب سوسويلوجي وتاريخي وسياسي وثقافي مشوّق ومثير على نحو يثير الدهشة ».
وحسب تقديم الكتاب فإن « طنجة مدينة تقع على تقاطع بحار وقارات، ولذلك فهي تقاطع أعراق وثقافات وعادات وأمزجة غنية على نحو يجعلها منفردة لا شبيه لها بين المدن في كل الأزمان: في الزمن الاستعماري وفي الزمن الراهن. تجري هذه الرواية في مدينة « طنجة » برواية الشخصية الرئيسة « سيبولبيدا » مدرّس اللغة الإسبانية في معهد سرفانتس، بزمنين متباعدين: سنة 1956 وهو تاريخ استقلال المدينة، حيث تظهر حركة الإسبان الفارين من الحكم الدكتاتوري في بلدهم إلى طنجة، وفلقهم على مصيرهم بعد الاستقلال وسنة 2002 حيث يقوم ألبيرتو ماركينا، أحد أصدقاء سيبولبيدا، بزيارته في طنجة فيتعرّض لتهمة تحرّش ويودع السجن. فيقوم صديقه عبر عملية معقدة بتتبع السر وراء التهمة الملفقة، لنكتشف بعدا سياسيا ومخابراتيا للعملية ».
نقرأ داخل الرواية « يقول الطَّنْجِيُّوْن، إن مدينتهم كانت المكان الأوَّل الذي رست فيه سفينة نوح بعد الطوفان. أمر ممكن، لِمَ لا؟ فطَنْجَة كانت دائماً ملجأ بالنسبة إلى الجميع، بالنسبة إلى الجيران الإسبان: هنا عثر اليهود والمسلمون المطرودون من أرضهم - بفعل تعصُّب محاكم التفتيش التابعة للملوك الكاثوليكيِّيْن وخلفائهم على ملجإ. الأمر نفسُه حدث في القرون التالية، مع أبناء البلد أنفسهم من ذوي الأفكار والأنماط الحياتية غير التقليدية. ظلَّت طَنْجَة لقرون، بَوَّابَة عبور بالنسبة إلى الأوروبيِّيْن إلى مملكة المغرب الغامضة والمنيعة، والمكان الذي استقرَّ به القناصل والتجَّار. تناوبت الجوامع والكنائس والبِيَع، مع الكباريهات والبنوك ودُوْر الدعارة ومتاجر المجوهرات. وتَسَاكَنَ العرب والأمازيغ واليهود، باعتبارهم سكَّاناً أصليِّيْن، مع مهاجرين أندلسيِّيْن وأرستقراطيِّيْن إنجليز وكُتَّاب طليعيِّيْن أمريكيِّيْن، وجمهوريِّيْن إسبان وأثرياء تفرَّغوا للحياة العذبة dolce vita وأنواع الجواسيس والمُحتالين، ومُهرِّبي السجائر ومُزوِّري الجوازات وتجَّار الذهب المشكوك في مصدره. بعضُهم أتى للبحث عن عمل أو إبرام صفقة تجارية، البعض الآخر أتى سعياً في إثر حُلْم أو شبح أو بحثاً عن نفسه. طَنْجَة كانت تنتمي للجميع ولا تنتمي لأحد ».
جدير بالذكر أن خابيير بالينثويلا، صحفي وكاتب من مواليد غرناطة سنة 1954 اشتغل لمدة ثلاثين عاماً في جريدة الباييس اليومية وكان نائباً لمديرها بمدريد، ومراسلاً لها في بيروت والرباط وباريس وواشنطن. تقلد ما بين عامي 2004 و2006 منصب المدير العام للإعلام الدولي لدى رئاسة الحكومة الاسبانية. في عام 2013 أسس المجلة الفصلية « الحبر الحُر » ثم مدونة أخبار الجرائم. له أربعة عشر كتاباً ضمنها أربع روايات في جنس الرواية السوداء، تدور أحداث ثلاثة منها في مدينة طنجة وهي: « طنجرينا » و »ليمون أسود » و »على الموت أن ينتظر ».