يشارك في عضوية هذه الدورة الجديدة كلّ من ثريا الحضراوي وأمال الأطرش ومحمّد الشوبي وشعيب حليفي ومحمّد نظيف رئيساً للجنة تحكيم هذه الدورة. ويعتبر المهرجان الوطني لفيلم الهواة من المهرجانات الصغيرة التي تحرص أنْ تكون صوتاً للهامش بكلّ ما يطرحه من أسئلة مركزيّة تُزعزع المركز وتُتيح لهذه المناطق الصامتة إمكانية الاستمتاع بالسينما وصورها ومُتخيّلها. وعلى مدار سنوات، استطاع المهرجان أنْ يغدو واحداً من المحطات الأساسية في الصناعة السينمائية وذلك بحكم ما يُراهن عليه من أصوات جديدة قادمة في مُجملها من الهامش ولها إلمام كبير بالصناعة السينمائية، كتابة وتفكيراً وصناعة. ويحرص المهرجان على مدار 15 سنة أنْ يكون منصّة لكلّ الأصوات التي تشعر بالتهميش. وعلى الرغم من كون مهرجانات المدن الصغيرة بكلّ ما يشوبها من حيف وعدم الاهتمام، فإنّها تظلّ صامدة في وجه التحوّلات التي باتت تفرضها السينما التجارية والتي تدفع العديد من المهرجانات إلى الرهان على الترفيه وتأجيج الفرجة.
في حين تعمل مثل هذه المهرجانات على إعطاء قيمة كبيرة للتفكير والمعرفة، باعتبارهما مدخلاً للسينما. ذلك إنّ الفرجة وحدها لا تكفي، بل من الضروري أنْ تكون محاطة بمعرفة نقدية تجاه السينما وعوالمها. فالمعرفة السينمائية تمنح المتلقّي متعة حقيقية تُمتزج فيها المعرفة بالفرجة ويُكوّنان معاً نظاماً رمزياً يُساعد المُتلقّي على فهم واستيعاب تحوّلاته الفنّية والجماليّة. فتاريخ السينما مقرونٌ بتاريخ المعرفة. بهذه الطريقة يحرص مهرجان فيلم الهواة في كلّ سنة على تنظيم ندوات ومحاضرات تتّصل بالسينما وشؤونها.