وسيحرص في هذه الندوة العلمية العديد من الباحثين والمؤرّخين المغاربة مثل الجيلالي عدناني وعبد العزيز الطاهري والطيب بياض وغيرهم، على تشريح مفهوم الزمن الراهن. خاصّة وأنّ هذه الحقبة التاريخيّة، تُعتبر أكثر المراحل حساسية بالنسبة للمؤرّخ، سيما حين يتعلّق الأمر ببعض الأحداث السياسية التي لم يندمل جرحها بعد. لهذا يُعدّ الزمن الراهن من الماحل الصعبة بالنسبة للمؤرّخ، لأنّها تدفع مباشرة إلى طرح أسئلة حارقة حول منهجه العلمي بمفهوم الوثيقة التاريخيّة. كلّ هذا في وقتٍ تعتبر فيه بعض التيارات المعرفية أنّه لا يُمكن دراسة مفهوم الحدث التاريخي إلاّ بمرور مدة من الزمن. وفي هذا الأمر، ما يطرح السؤال حول الشرعية العلمية لما سيكتُبه المؤرّخ حول بعض أحداث هذا القرن.
ونظراً للأهمية العلمية التي يحبل بها اللقاء، يشارك فيه مؤرخون طالما عرفوا داخل جامعاتهم بانتمائهم إلى الدرس التاريخي المعاصر. وقدموا وفق هذا الأفق العلمي العديد من المؤلفات التاريخية في موضوعات مختلف تتّصل بالتاريخ الراهن وقضايا المعرفية ومفاهيمه الإشكالية برؤية علمية تتجاوز التقليد. وسيُمكّن هذا اللقاء فتح منافذ ضوءٍ بالنسبة للباحثين الشباب ممّن تشغلهم المعرفة التاريخيّة وإشكالاتها المتصلة بتاريخ المغرب وذاكرته.