تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يضع الشاعر الأمريكي داخل جغرافيات الأدب المغربي، بحيث يتيح للقارئ التعرّف على الإنتاج الأدبي الأمريكي والوعي بقيمته وما يمكن أنْ يُحدثه من أثر واضح في سيرة الثقافة المغربية، ذلك إنّ هذه الترجمات تغني بطريقة غير مباشرة وجدان الأدباء وتجعلهم ينفتحون على مناخات شعرية جديدة بعيدة عنهم وعن مشاغلهم المعرفية. لذلك فإنّ الوعي بقيمة هذه الترجمة يبدو كبيراً في زمن تختفي فيه المؤسسات التي ترعى الترجمة وتدعّم مجهود المترجمين، وذلك لكون الترجمة تلعب دوراً حضارياً بين البلدان وتنقل ثقافاتهم وترصد أمزجة الأدباء وتساهم إلى حد كبير في إبراز فكرهم ومواقفهم، بحيث يمكن للقارئ معرفة ثقافة الآخر وفكره انطلاقاً من فعل الترجمة.
في تقديمه للكتاب يقول الأكاديمي والمترجم مراد الخطيبي « لا بد من التأكيد على أن ترجمة الشعر تعد من أصعب أنواع الترجمة الأدبية، بيد إن المترجمة توفيق البيض نجح ليس فقط في نقل روح النص الأصلي بتيماته وأسلوبه وأفكاره وصوره الجمالية وإحساس صاحبه المرهف، بل أيضاً في خلق نصوص شعرية موازية بأسلوب جميل ولغة شاعرية راقية. نجح المترجمة أيضاً في انتقاء المفردات المناسبة وفي صياغة تراكيب جيدة تراعي خصوصويات اللغة العربية من جهة، وتساهم في خلق إيقاع وموسيقى داخل النصوص المترجمة من جهة أخرى ».
ويرى الباحث أنّ « ما يميز أيضاً الترجمة هو سلاسة اللغة، وسلاسة الانتقال من بيت شعري إلى آخر. وسيبدو للقارئ وكأن النصوص قد كتبت في الأصل باللغة العربية ».




