وتأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يتعمق في مفهوم الصورة ضمن الشعر النسائي الأمازيغي السوسي، محاولاً رصد الآلية التي يشتغل بها هذا المفهوم والميكانيزمات التي يبني من خلالها الشاعرية والجمالية والقيمة لهذا الإبداع.
وتقدم الدراسة نموذجاً للبحث النقدي الذي «يحفر في سلسلة من المفاهيم الجمالية المغيّبة»، بما يسهم في تجديد المشروع النقدي وفتحه على آفاق غير مطروقة.
وعن أهداف مؤلَّفه، صرح الباحث رشيد سليماني: «نروم من خلال هذا البحث تحقيق مجموعة من الأهداف، أولاها المساهمة في إعادة الاعتبار لهذا الجانب الإبداعي المغربي لبيان مواصفاته وإبراز مكانته الحقّة، ونفض غبار النسيان والتهميش عنه».
وأضاف أن الكتاب يسعى للمساهمة في «جمع الموروث لحمايته من الضياع وتوثيقه»، باعتبارها خطوة أولى للدراسات الفلكلورية والأنثروبولوجية، ليكون مادة معرفية جاهزة للبحث والدراسة، دون إغفال تصنيف هذه المادة.
ويرى سليماني، أستاذ اللغة الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، أن دراسة هذا المتن الشعري تتغيا «كشف مكوناته الجمالية وأسراره التعبيرية وبنياته اللغوية والبلاغية، خاصة وأنه نتاج نسائي، وزد على ذلك رصد وظائفه الاجتماعية المتنوعة».
واعتبر أن هذا الهدف الأخير هو ما سيجعل من الكتاب عملاً موسوما «بالتفرد والجدة»، ليكون بذلك مساهمة فاعلة في إثراء خزانة الأدب الشعبي التي تفتقر إلى مثل هذه البحوث المعنية بدراسة نصوص الأدب الشعبي في أبعادها الجمالية.
