يأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل فكرة النادي السينمائي وإبراز قيمتها وأهميتها وما يُمكن أنْ تُقدّمه من خدمات جليلة لعملية العرض. وقد لعبت هذه النوادي دوراً كبيراً خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، بعدما شجّعت العديد من النقاد على خوض مغامرة التفكير في السينما وخلق نقاشات حقيقية حول سينما مغربية كانت ما تزال تتهجّى مبادئ الحداثة السينمائية. بل إنّ العديد من النقاد والمخرجون حرصوا من خلال هذا النادي السينمائي على الدفع بالنقاش الفكري حول السينما إلى الأمام وجعل اللذة السينمائية لا تقف مع انتهاء الفيلم وإنّما تأتي المناقشة، باعتبارها شكلاً من أشكال التفكير الجماعي الذي يُحرّر المرء من البعد الترفيهي تجاه السينما.
اختيار فيلم حسن بن جلون، يعود إلى القيمة الجمالية التي يقترحها هذا الفيلم ومكانة المخرج داخل السينما المغربية. فقد حرص بنجلون على مدار مسيرته الفنية على إنتاج سينما تنطلق من الواقع وتحاول في لحظةٍ ما أنْ تتماهى مع المجتمع والتاريخ والذاكرة. فقد عمل المخرج في مساره على المزج بين السينما والتلفزيون وجعل الصورة أداة للتعبير عن ذائقته الفنية وما تحبل به من أفكار ومواقف تجاه المجتمع المغربي وذاكرته.