تأتي قيمة هذا الكتاب في ظلّ الغياب السحيق للدراسات التي تهتم بالعلاقة بين المغرب وباقي البلدان الأخرى، انطلاقاً من مداخل ثقافية وفنية. لذلك يرصد الكتابة تاريخ العلاقة المغربية البحرين وما ترتّب عن ذلك من علاقة قوية بين البلدين، ليس من الجوانب السياسية وإنما من خلال الممارسات الثقافية وما يُمكن أنْ تُقدّمه للعلاقات الدبلوماسية، ذلك إنّ اللقاءات الثقافية والمهرجات الفنية والندوات العلمية تبني شرعيتها على أساس أنّها دعامة دبلوماسية قادرة على تجذير العلاقات الدولية بين المغرب والعالم الخارجي. ويرصد الكتاب مختلف مظاهر الشراكة بين المغرب والبحرين والتي تهم مهرجانات فنية ولقاءات ثقافية وندوات علمية قادرة على إعادة الاعتبار لمكانة المكانة داخل منطقة الخليج، خاصة وأنّ المغرب تربطه علاقة آسرة بهذه الدول في إطار الشراكات القائمة التي تعزز الموقف الدبلوماسي وتسعى جاهدة إلى إعادة بناء علاقة تتأسس على الثقافة.
يدخل هذا الكتاب ضمن سلسلة من المؤلفات التي أصدرها الباحث حلو العلاقات المغربية البحرينية، إذْ تساهم هذه الكتب في تسليط الضوء على مسار علاقات المغرب الدبلوماسية والمكانة الاعتبارية التي بات يشغلها المغرب داخل المنطقة العربية، سيما بعد التحوّل الكبير الذي عرفته الدبلوماسية المغربية والاعترافات المتوالية التي حققها المغرب على مستوى سيادته الكاملة على كلّ أقاليمه الجنوبية بما فيها مغربية الصحراء.



