ينتمي مصطفى فرماتي إلى الوجوه السينمائية الجديدة التي استطاعت أنْ تُقدّم متناً سينمائياً مغايراً مكثفاً ومؤسساً على مفهوم الصورة السينمائية. ذلك إنّ الفيلم الذي سبق له المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة خلال دورته الأخيرة ترك اثراً كبيراً في وجدان المشاهدين بعدما شارك ضمن مسابقة الفيلم القصير. ويحرص فرماتي في هذا الفيلم القصير أنْ يُوسّع من حدود الاشتغال السينمائي. ويتناول فيلم « الموجة الأخيرة » قصة عائلة فقيرة يحاول أحد أفرادها إبراهيم، وهو شاب عاطل عن العمل، إنقاذها من براثن الفقر، فينتهي به الأمر جثة هامدة يلفظها البحر. ويحرص فرماتي عبر براديغم الصورة أنْ يُوسّع أفق انتظار المُشاهد ونقله إلى عوالم مختلفة، فالصورة حمّالة أوجه وتُظهر أكثر ممّا تُضمره الكتابة.
وتعتبر الصورة عند فرماتي بمثابة المنبع الأساس الذي منه يتبلور كلّ شيء. ذلك إنّها مفهوم أساسي في تجربته السينمائية الواعدة وهو ما يظهر في فيلميه « رماد » و »الموجة الأخيرة » بما يجعله من الوجوه الجديدة التي تُفكّر في السينما ويحاول عبرها أنْ يُعيد إنتاج الواقع من خلال الصورة السينمائية، لكنّه إنتاج لا يحاكي الواقع بقدر ما يُوسّع أفق اللقطة لتقترب من الحلم.