الأكاديمي خالد أمين يفكك السلطة والمعرفة في المسرح العربي

خالد أمين

خالد أمين

في 30/04/2025 على الساعة 18:45

ينظم فريق البحث في تحليل الخطاب بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات، لقاءً علمياً يستضيف من خلاله الناقد والأكاديمي خالد أمين بمناسبة اليوم الوطني للمسرح وذلك يوم الأربعاء 14 ماي 2025.

وحسب بيان المؤسسة، فإنّ هذا اللقاء يأتي « في إطار الأنشطة العلمية والأكاديمية التي يُشْرِفُ عليها «فريق البحث في تحليل الخطاب» بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات، واحتفالاً باليوم الوطني للمسرح الذي يوافق الأربعاء 14 ماي 2025، تنظم الكلية لقاءً أكاديميًا تستضيف خالد أمين باعتباره أحد الأسماء البارزة في البحث المسرحي والدراسات الديكولونيالية عربيا ودوليا من أجل إلقاء محاضرة بعنوان « السلطة والمعرفة في المسرح العربي: مراجعات ديكولونيالية ».

وسينعقد هذا اللقاء في رحاب الكلية سعيا منها إلى إرساء تقاليد بحثية وترسيخ جسور التواصل بين الأوساط الأكاديمية ومجال الفكر المسرحي المنفتح على دراسات الفرجة Performance وتعزيز انفتاح الطلبة والباحثين على تجارب فكرية رائدة ذات إشعاع وطني ودولي. ويعد « البروفيسور خالد أمين كاتبا وأكاديميا وباحثا، اشتغل أستاذ للتعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس سنة 1993، ثم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي التي مكث فيها حتى الساعة، معززا الأدوار الطلائعية للمسرح وفنون الفرجة في مختلف التخصصات التي دَرَّسَ فيها ».

كانت بداية خالد أمين « بنيله شهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي والنقد المقارن سنة 2000، حيث قدم رسالة دَرَسَ فيها «شكسبير في المسرح المغربي» بإشراف مشترك بين إنجلترا والمغرب، بعد أن حاز شهادة الماجستير من جامعة «إسكس» في إنجلترا. يقول خالد أمين: «منذ أن وطأت قدماي جامعة إسكس ببريطانيا سنة 1990 بهدف الدراسات العليا، وواجهني روجر هاورد رئيس قسم المسرح في تلك الجامعة العريقة بسؤال: «ماذا عن المسرح المغربي؟»، حينها أدركت أنه من واجبي الاشتغال على الذات في حدود علاقتها مع الآخر، فكانت الانطلاقة من شكسبير في المسرح المغربي رفقة أستاذي الدكتور حسن المنيعي والأستاذ محمد العميري« .

أسس خالد أمين « المركز الدولي لدراسات الفرجة الذي كان في البداية على صلة بـ«مجموعة البحث في المسرح والدراما» بكلية الآداب بتطوان، ثم جعله مؤسسة مستقلة متعاونة مع الكلية في إطار شراكة متقدمة ومنتجة، وعَقَدَ شراكات كثيرة مع مراكز بحثية وفرجوية مغربية ودولية منها جامعة لندن، و«المركز البحثي الدولي لتناسج ثقافات الفرجة» التابع لجامعة برلين الحرة الذي أسسته رائدة الدراسات المسرحية الألمانية إيريكا فيشر ليشته ».

وحسب نفس المصدر، « يعتبر الدكتور خالد أمين بِحَقٍّ سفيرا للمسرح المغربي في أحضان الغرب، فقد كتب عشرات المؤلفات والدراسات باللغتين الإنجليزية والعربية تقارب أساسا أنواعا مختلفة من فنون الفرجة، وتسعى إلى إقامة نوع من «النقد المزدوج» المقيم ضمن فضاءات البينية، كما أن عمله يتكامل أيضا مع أصوات الدراسات ما بعد الكولونيالة والمقوضة للحالة الاستعمارية فيما صار يعرف بالديكولونيالية ».

لم تكن « تجربة الدكتور خالد أمين البحثية ممهدة، وإنما نحت فيها من صخر، لأننا سقطنا لفترة في شراك الوساطة المشرقية كما يسميها، مما أفرز رغبة قوية في تغيير صورة النقد المسرحي في الدراسات المكتوبة بالإنجليزية بخاصة، وضمن عوالم الأنجلوسكسونية بعامة. وبالرغم من هذا المسار الحافل بالإنجازات الأكاديمية، يصف البروفيسور « خالد أمين » تجربته بكونها « متواضعة »، بل ونجده مازال يبحث عن سعادته في تعزيز صورة المسرح المغربي والعمق الإنساني للفرجات المغربية في المهرجانات والجامعات والمؤسسات الغربية ».

إلى جانب الاشتغال القوي في المراكز البحثية الغربية والعربية « أسس الدكتور خالد أمين تجربة متميزة تتجسد في «مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية» الذي بلغ دورته العشرين، وتضمن منذ سنة 2007 شقا علميا في سياق الندوات العلمية للأكاديميين المتخصصين، وموائد مستديرة للطلبة والباحثين، وعرضٌ لإصدارات المركز وتوقيعها. أضف إلى ذلك الشق الفرجوي، ويتضمن عروضا مسرحية، وفرجوية، وأدائية، مع تكريم شخصيات مسرحية وطنية ودولية ».

وعرفت دورات مهرجان طنجة المشهدية « توافد وتعاون أسماء غربية مرموقة مثل باتريس بافيس وريتشارد شيكنر ومارفن كارلسون وغابرييل براندشتيتر وكارول مارتان وكريستل فايلر وستيفن باربر ونيكولاس مولير شول. ولذلك، يَعْتَبِرُ الدكتور خالد أمين هذا المهرجان مائدة فكرية للنقاش بين الشرق والغرب، نِدّاً لِنِدٍّ على أُسُسٍ علمية أكاديمية ضمن غايات سامية، يؤكدها في قوله: لا أدعي أنني حققت الكثير، لكني حاولت قدر الإمكان أن أساهم في مد جسور التواصل بين الذات وآخرها في الضفة الشمالية. لذلك أصبحت أكتب بالإنجليزية حول موضوعات المسرح المغربي، وبالعربية حول ما يروج في الساحة الأنجلو-أمريكية تفاديا للوساطات المشرقية. أما الأسباب فكانت كثيرة، ولعل أبرزها هو شبه غياب المسرح المغاربي من الكتابات بالإنجليزية التي اهتمت بالموضوع، مركزة على المشرق العربي فقط ».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 30/04/2025 على الساعة 18:45