تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدم نبذة عن الوضعية التي يعيشها مجال التربية والتكوين، باعتباره من المجالات التي شهدت مجموعة من التحولات العلمية في السنوات الأخيرة. ذلك إنّ قيمتها تبدو بارزة بالنظر إلى هذه التحولات التي تحتاج إلى مزيد من التأمّل والتفكير وذلك من أجل الوعي بها مع تفكيك مختلف التي تتأسس عليها العملية التعليمية التعلمية، خاصة أمام الهشاشة التي باتت تطبع البحث العلمي بالمغرب والتي تجعله في مراتب متدنية مقارنة ببلدانٍ أخرى. لذلك فإنّ عملية اصدار كتاب حول التربية والتكوين، نابعٌ من قناعة لدى الباحث بأهمية الموضوع وما ينبغي أنْ يكون عليه مجال التربية والتكوين.
يقول الباحث « بعد إصلاح المنظومة التربوية الجامعية ببلادنا، أضحت عملاً متكاملا لا يقبل التجزئة ويتطلب مجهودا مضاعفاً وحازماً ولاستماتته في السعي لبلوغ الغايات المرسومة ولا يقبل التعثر أو التسويف، فضلاً على أ إصلاح اليوم يعتمد على تكوين هيئة التدريس بمختلف المؤسسات التعليمية رغم إكراهات الحاضر، وهذا ما يتطلبه القيام بدراسات وبحوث تعتمد على آفاق الاقتصاد العالمي والتحولات التي قد يشهدها العالم وانعكاساته على مستقبل المغرب».
يضيف «رغم المجهودات والآليات الموجودة حالياً على مستوى التكوين والتدريس بالتعليم العالي في تثمين نتائج البحث العلمي والابتكار فإنّ النتائج مازالت لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مما يتعيّن ضرورة وضع الإطار العام والمناسب والمحفز لاستمرار عمل شبكة حاضنات المشاريع والرفع من مردوديتها، علاوة على مواكبة أنشطة البحث العلمي لمتطلبات التنمية على المستويين الجهوي والوطني مع مواكبة الباحثين في تثمين نتائج أبحاثهم وابتكاراتهم ».



