ينتمي أمنصور إلى الوجوه الأدبية الجديدة التي أصبحت في السنوات الأخيرة تحتلّ حيزاً كبيراً داخل فضاء الثقافة المغربية. ذلك إنّ رواياته تتمتّع بقوة تجريبية مذهلة تجعله يتشابك مع قضايا مركزية في الاجتماع الإنساني. لكنْ هذه القضايا قبل أنْ تكون ذات صلة بالواقع، فهي تبدو نابعة من الجسد، أيْ أنّها عبارة عن موضوعات أنطولوجية تشغل الكاتب قبل واقعه. إنّ الرواية عند صاحب « سيني كلوب » ليست مجرّد جنس أدبي يُحقّق به الكتاب الشهرة ويتميّزون به عن كتابات الشعراء، بقدر ما تُعدّ بالنسبة له مختبراً أصيلاً للتفكير وطرح أسئلة حقيقية حول الواقع والذاكرة والذات. والحقيقة أنّ هذا الارتباط بالأسئلة العالمة في كتابات أمنصور نابعة بشكل أساسي من ثقافته الأكاديمية وقدرته على تحليل واستيعاب المفاهيم والنظريات ومحاولة الاشتغال بها وبأساليبها على مستوى الكتابة والتأمّل.
يقول حسن المنعيني عن رواية أمنصور « كتب محمد أمنصور رواية جميلة بصوتين: أي من خلال حوار بينه وبين ضعفه(أنور / علاء) حوّل الكتابة إلى خيمياء عجيبة تتركب موادها من واقع مأساوي حقيقي ومتخيّل نافر وساخر رسم مشاهده ومحيطاتها ليفصح عن قلق الفنان وصرخته الواعية ضد القمع والإبادة، وليؤكّد أن الرواية الحداثية هي تأمّل متنوّع الوجوه حول طقس الكتابة ». أما محمد برادة فقال عنها « رهان الكتابة وعبء المعيش من أهم ما يلفت النظر في دموع باخوس لمحمد أمنصور، إلى جانب نزعتها التجريبية، تعدد الأصوات ومستويات اللغة، وتعدد الخطابات المكوّنة للرواية: حيث نجد تجاوراً بين سجّل أسطوري شعري وآخر سياسي تاريخي إلى جانب سجل تأملي عن الكتابة وفلسفة الرواية ».
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا