حسب كلمة الناشر، «ففي هذه الرواية يتقمّص المكان دور الشخصية المحورية، ويحتضن الأحداث من ألفها إلى يائها. داخله تتفاعل شخوص كأنّها ظلال له، تعكسه في كل تجلياته. « أولاد الكاريان » رواية تختزل مرحلة من تاريخ المغرب الحديث، بشكل يمزج بين الوثيقة والمتخيّل. كلّ شخوص الرواية حقيقية، تعرفها وتعرفنا ونصادفها يومياً في حياتنا الاجتماعية، منها من أعلنت عنه الرواية باسمه الصريح ومنهم منحهم السارد أسماء لا تبتعد كثيراً عن هوياتهم. إذن، ثمّة حكاية جيلين داخل فضاء لم تتغيّر ملامحه التي ظلّت تمثل الاختلاف المتكامل. مصائر تعيش تغيّراً جلياً عبر النضال والعشق والحلم أيضاً، ورسم لواقع يرفض أنْ يتغيّر بينما تسعى شخوصه إلى تغيير إيجابي فيه تارة، وتارة أخرى دون إيجابية تذكر. كما عودنا محمّد صوف، رواياته قصيرة وكثيفة تنهل من السهر الذي يصعب الكتابة عنه».
هذا، ويُعدّ محمد صوف أحد التجارب الأدبية الهامّة التي تعمل على خلق نوعٍ من التجريب الأدبي في ذاتها. ذلك إنّ تجربته غزيرة من حيث الكم وغنيّة أيضاً من حيث النوعية. وتتوزّع تجربته بين الكتابة في القصّة والرواية ثم الترجمة. فمنذ نهاية السبعينيات واصل محمّد صوف عملية الكتابة والتأليف وغدا من الأسماء الأدبية التي تُظلّل بسيرتها القارئ وتدفعه إلى الغوص عميقاً في الواقع من خلال شخصيات واقعية وأخرى متخيلة يُبلورها السرد وتبنيها الحكاية بمختلف بنياتها السردية.