يقول اشويكة عن كتابه هذا « إلى أيّ حد يمكن للكتابة أنْ ترسم ملامح الشخوص الذين عشنا معهم وألهمتنا أفكارهم؟ يمكن لمثل هذا السؤال أنْ يفيدنا على المستوى المرجعي والسردي والتفسيري والرمزي والجمالي ما دام يفتحنا على الجدل القائم بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولكنْ سمات الأشخاص وعاداتهم وتشنّجاتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم ومشاعرهم وأذواقهم منعسكة في سجل اللغة المستخدمة من لدنهم، والكتجلي عبر مهنهم وما البيئة والأصدقاء والزملاء والإيديولوجيا إلا حواجز وأحجبة تجعل الإمساك بالمنفلت مسألة مستعصية للغاية، لذلك يظلّ البورتريه تنويعاً على ادعاء معرفة الأشخاص، كي يظل باب التفكير والمساءلة أهم ما في تجربة الكتابة حول الأشخاص ».
على هذا الأساس، يرى محمد اشويكة أنّ كتابه هذا « لا يدخل في سياق البورتريهات التي تسعى إلى تقديم صورة معينة عن الأشخاص وفق شكل من أشكال الوصف، لكن اختيار الشخصية هنا، يرتبط باقتراح سردية أو مروية خاصة، تُقدّم ملمحاً من ملامح التفكير أو أسلوب العيش لديه أو هما معاً ». إذْ لا يسعى الكاتب هنا إلى القبض عن البعد المعرفي، بقدر ما يكشف عن الجانب الحميمي لهذه الشخصيات ويكشف عن أحلامها وملامحها وتاريخها وذاكرتها وفق قالب يُمتزج فيه الجانب السيري بنظيره الحميمي.